فهم المجتمع الشبكي
الطائر – لبنان:
بقلم محمد درغام – رئيس #اريكسون في منطقة شمال الشرق الأوسط
منذ ظهور #عصر_التواصل عبر #شبكات_الانترنت قبل حوالي عقدين من الزمان، يتوقع المستهلكون أن الوصول عبر الإنترنت إلى المعلومات، والاتصالات، والسلع، والخدمات بات متاحاً من أي مكان في العالم؛ ويتوقعون أيضاً أن التفاعلات على الشبكة ستكون مقدمة إليهم تلقائياً دون السؤال عنها. وفي المجتمع الشبكي ستكون كل الأشياء وكل الناس في أي مكان قادرين على التواصل ومرتبطين بالواقع الحقيقي.
ولا شك أن #التكنولوجيا لديها القدرة على إحداث تحول جذري في تنظيم حياة الناس والشركات والمجتمعات. ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت بعض التكنولوجيا المبتكرة شخصية بشكل مكثف؛ فهي ليست فقط جزءاً لا يتجزأ من الأجهزة النقالة والحوسبة السحابية، بل هي أصبحت أيضاً جزءاً من التعبيرات اليومية، والتفاعلات والعلاقات والتبادلات. والنتيجة هي قدرة غير مسبوقة لتمكين الأفراد على المبادرة والابتكار.
كما في العصر الصناعي، والعصر الذي سبقه ما قبل الصناعي، #المجتمع_الشبكي يٌمثل نقلة نوعية وتحولاً كبيراً في خدمة الأشخاص وقطاع الأعمال والمجتمعات. وفي هذا التحول يتم اكتشاف موارد جديدة باستمرار ومفاهيم حياتية أساسية وعملية تتحول على أساس هذه النقلة النوعية. ويشجع المجتمع الشبكي المستخدم على المشاركة في خلق الإبداع، من خلال المساهمة في دعم المحتوى و ردود الأفعال، مما يخلق ثروة هاثلة من البيانات الجديدة.
ولهذا السبب فإن العوامل المساعدة للنمو والابتكار في الاقتصاد الشبكي في المستقبل تأتي ليس من أصول مادية وبنية تحتية ولكن من الناس والمنصات والأفكار والرؤى التي يتم الاستعانة بها لإعادة الاختراع. ويمثل هذا التغيير نقلة بتحويل الأجسام الساكنة إلى خدمات حيوية، من المجتمعات المادية إلى الشبكات الرقمية، ومن الإنتاج المركزي إلى المعرفة المتاحة للجميع.
وفي السنوات المقبلة، من المتوقع أن تظهر #المنصات_التكنولوجية بكثرة حيث يتم تطبيق الشبكة من خلال طرق وابتكارات جديدة في الأشياء المتصلة بالشبكة والصناعات والممارسات. كل نماذج العمل وأنواع المنتجات على التمويل والموارد البشرية ستضطر إلى إعادة اختراع نفسها.
والاقتصاد الرقمي، يشكل الآن حصة كبيرة ومتزايدة من الاقتصاد العالمي، سيستمر في المساهمة في إدخال تحسينات جوهرية كبيرة في النموذج الصناعي الحالي خلال السنوات القادمة وعلى المدى البعيد. ولكن التقنيات الرقمية لديها القدرة على إحداث مفهوم عصر ما بعد الصناعي الجديد. حيث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ستحدث المزيد من المساهمات الهامة في التقدم الاجتماعي والاقتصادي. ويوجد الآن فرصة نادرة مجهزة بمجموعة من العوامل التقنية المساعدة لإعادة هيكلة المفهوم الصناعي والمؤسسات الاجتماعية التي لم تعد تخدم المستخدم بشكل جيد.
في مثل هذه الأوقات التي تتسارع فيها التغيرات، ستكون المناقشات العميقة والرؤى الطموحة أمراً ضرورياً أكثر من أي وقت مضى. تمكين الأفراد والمجتمعات هو العامل الأساسي في إحداث تغيير جذري. هذا يؤدي إلى فرص العمل والحلول التي تعالج التحديات العالمية مثل التحضر، والفقر، والوصول إلى التعليم، والرعاية الصحية، وتغير المناخ، واستخدام للموارد الطبيعية. تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي المحرك الأساسي لهذا التحول والتقدم.
اللاعبين الرئيسيين في المجتمع الشبكي هم أولئك الذين يفهمون متطلباته ولديهم القدرة على إعادة التفكير، وإعادة الاختراع والابتكار من أجل اغتنام الفرص لهذا النظام الذي يسهم في خق قيّم إضافية. الطريقة الوحيدة للاستفادة من الموارد التكنولوجية الغير مسبوقة لفائدة الافراد وقطاع الأعمال والمجتمع ستتم فقط من خلال التعرف على التحولات الاجتماعية الأساسية التي تجري الآن، وإشراك المجتمعات المحلية في تحديد رسم الطريق الى الأمام.