انطلاق المعرض السنوي للمنظمات الغير حكومية في AUB بالتعاون USJ
الطائر- لبنان:
برعاية وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، نظم “مركز الالتزام المدني وخدمة المجتمع” في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) بالتعاون مع جامعة القديس يوسف (USJ) معرضه السنوي، بهدف تعزيز التعاون بين الجامعة الأميركية في بيروت وغيرها من المساهمين في المجتمع المحلي، وتشجيع الطلاب على المشاركة في المبادرات والمشاريع المجتمعية.
حفل الافتتاح الذي أقيم في قاعة “بطحيش” في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، وحضره إلى بو عاصي رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، والأمين العام لجامعة القديس يوسف السيد فؤاد مارون ممثلاً رئيس الجامعة الأب الدكتور سليم دكاش اليسوعي، والمنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسّق الشؤون الإنسانية في لبنان فيليب لازاريني، وممثل عن المدير الإقليمي في البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج، بالإضافة إلى حشد كبير من أهل الإعلام وطلاب ومهتمين؛ استهل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة الأميركية في بيروت، ليتحدث بعد ذلك رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري عن المشاركة المدنية الجامعية مشدداً أنها ضرورة مطلقة لازدهار وبقاء ونمو وتفوق مجتمعاتنا، وقال: “هذه منطقة مزقتها الحرب: هناك مجتمعات منتشرة، وبلدات ومدن بأكملها دمرت على الأرض، وحكومات ذات تعريف غير مؤكد ولفترة غير مؤكد ولغرض غير مؤكد. لذلك هذا ليس عنصر قابل للاستبدال، فالحكومات، والناس، والمنظمات غير الحكومية، بحاجة أن تتقدم الجامعات…”
أضاف: “هناك الملايين من أكثر الناس ضعفا وتهميشا هنا في لبنان وفي العالم العربي. كيف نتعامل مع ذلك؟ أين نبدأ؟ نبدأ هنا، مع مواردنا الخاصة، ببنائها قطعةً قطعة ومشاركة أهمية أعمالنا، وتفكيرنا النقدي، وحساسيتنا للسياق والنوعية. وهذا هو المكان الذي يحدث فيه ذلك، في الجامعات، في الحيز الجامعي حيث المشاركة المدنية. هذا هو المكان الذي يبدأ فيه التمكين، وعليّ القول أن المواطنة تبدأ في الجامعات.”
وبدوره تحدث السيد فؤاد مارون، الأمين العام لجامعة القديس يوسف ممثلاً رئيس الجامعة الأب الدكتور سليم دكاش اليسوعي في الإفتتاح ذاكراً في كلمته ما قد قاله رئيس جامعة القديس يوسف مسبقاً عن المعرض، بأنه “فعل حقيقي ناتج عن التربية المدنية، وهي تربية نراها مبتكرة وحرة وريادية وواقعية. الطلاب يهربون من الأخلاقيين ومن المفاهيم التي تنفصل عن الواقع، ولكن يغتنمون كل الفرص التي توقظ مشاركتهم المدنية، وتسمح لهم بإحداث فرق وتساعدهم على صياغة مصيرهم على كل مفترق طرق “.
ثم كانت كلمة المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسّق الشؤون الإنسانية في لبنان فيليب لازاريني الذي تحدث عن “أهداف التنمية المستدامة” (SDG) التي يتعين تحقيقها على مدى السنوات ال١٥ المقبلة (منذ تاريخ اتخاذ القرار عام ٢٠١٥ من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة)، قائلاً: “تحدينا جميع البلدان ومجتمعاتها المدنية أن تبدأ بالتفكير بما يجب أن يبدو عليه العالم وكيف يمكن له أن تتأكد من أننا نعيش في مجتمع شامل لا يترك أحدا وراءه، وأن كل شخص لديه إمكانية الحصول على التعليم، والحصول على الخدمات الصحية، والحصول على فرص العمل، والتأكد من أن المجتمع والبلد الذي سيترك للأطفال هم أقوى…”
وأعلن ممثل عن المدير الإقليمي في البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج نيابة عنه عن انطلاق المرحلة الثانية من برنامج الخدمة التطوعية الوطني الممول من البنك الدولي، الذي يسعى إلى تحسين الاستقرار الاجتماعي وتقديم الخدمات في المجتمعات اللبنانية الأكثر ضعفا التي تستضيف اللاجئين السوريين، مضيفاً أن هذه المرحلة ستسمح للشباب اللبناني والسوري في المجتمعات المستهدفة من قبل البرنامج أن يتطوعوا معا في مجتمعاتهم.
أما الكلمة الأخيرة فكانت لراعي الاحتفال الوزير بيار بو عاصي الذي تحدث عن افتقار فئة الشباب والناس عموما إلى الثقة في الدولة، مشدداً على أهمية العمل التطوعي في هذه الحالة، ومشيراً إلى أن “السبيل الوحيد لاستعادة الاهتمام بالمجتمع هو إشراكهم ودفعهم إلى المشاركة أو على الأقل عدم منعهم عندما يبدون أي نية أو رغبة في الانخراط في قضايا مجتمعهم.” مضيفاً أن هذه هي الوسيلة للتحول من سكان إلى مواطنين. وتحدث بو عاصي عن عناصر ثلاثة للعمل التطوعي، وهي الحرية، والرغبة بالتطوع، والاتجاه نحو الآخر، مؤكداً على عزمه على المضي قدماً باتجاه مجتمع تطبق فيه هذه العناصر ليكون مجتمعاً أصحّ، كما أكد على فتح باب وزارته لكل من يؤمن بهكذا مشاريع وهو مستعد أن يشبك يديه مع كل يد تسعى إلى خدمة الصالح العام في هذا المجال.
تستمر نشاطات المعرض على مدار يومين في كلتا الجامعتين، الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف، التي تتضمن تقديم الشركاء المجتمعيين أعمالهم؛ عرض برامج المنح الجامعية مشاريعها المجتمعية حيث ستتاح فرصة التفاعل مع الجمهور والإجابة على أسئلتهم؛ تنظيم “محادثات شبابية” حيث سيعطى طلاب الجامعتين الفرصة للتحدث عن تجاربهم في المشاركة المدني؛ بالإضافة إلى تقديم المنظمات غير الحكومية دورات تدريبية في مواضيع الموارد البشرية للمتطوعين وإدارة المنظمات غير الحكومية، والتفكير الاستراتيجي وإدارة الجودة، والتمويل الجماعي، وبرامج المسؤولية الاجتماعية للشركات واستراتيجية المنظمات غير الحكومية، والتعلم القائم على المشاريع في التنمية المستدامة للمواطنة البيئية. كما وسيتم تقديم دورات تدريبية للطلاب في مواضيع القيادة السياسية، والابتكار الاجتماعي وتطوير المشاريع، والاستمالة والدفاع، والشبكات والقيادة.