الجامعة الاسلامية تشارك في منتدى الوقاية من التطرف
الطائر – لبنان:
شاركت رئيسة #الجامعة_الإسلامية في لبنان، ا.د. دينا المولى، مُمثلةً بعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ا.د. علي القزويني الحسيني في منتدى “#الوقاية_من_التطرّف: الشباب في قلب التحوّلات والوقاية من العنف:التزام الباحثين والمدن”،الذي نظمته “اللجنة الوطنية لليونيسكو” مع “شبكة المدن الأورومتوسطية” برعاية وزير الثقافة الدكتور غطّاس خوري، في فندق البريستول في بيروت.
و ألقى د. القزويني الحسيني مداخلة بعنوان “الواقع الجديد لتطرّف شامل: ما دور الجامعة؟”؛ شرح فيها، الواقع المستجدّ الذي وصل إليه التطرّف في البلدان كافة، بما فيها دول الغرب؛ كما اجتاح العالم الافتراضي أيضاً. وتحدّث عن مخاطر العبث في الهويّات، الذي قد يؤدّي إلى ضمور في الشعور بالمواطنة والانتماء الوطني، وبالتالي، يصبح الانتماء طائفياً أكثر منه وطنياً. كما تناول تفسير مفهوم “الجهاد”، فبيّن أنّ الجهاد هو جهاد النفس وتطوير الذات عبر مواكبة المستجدات الحضارية ومنها الأبحاث والدراسات التي تؤدي إلى تطوير العمل الفكري، وهذا ما يمكن اعتباره “الجهاد الأكبر” وقيمته الإيجابية، بعيداً عن اللجوء إلى العنف والسلاح.
و أشار د. القزويني الحسيني إلى دور البلديات في مكافحة التطرّف، من خلال إشراك الشبان في تحمّل مسؤولية الإنماء والعمل بفعالية في مكان إقامتهم، وضرورة أن ينتخب المواطن ممثّليه في مكان إقامته، مشدداً على ضرورة خلق فرص عمل جديدة في لبنان للشبَّان؛ بما يحول دون التحاقهم بالجماعات المسلحة والمتطرّفة، تعزيزاً لشعورهم بالانتماء إلى بيئة مهنيّة في بلداتهم، ودعماً لمشاركتهم الفعّالة في الحياة الاجتماعية الخلاّقة والمبدعة، كما هي الحال بالمفهوم الغربي للانتماء المتجدّد؛ فالجماعات المتطرّفة تستغلّ ضعف إرادة الشبّان، وحاجتهم إلى العمل وإغرائهم بالمال والايديولوجية المزيفة، المبنية على تفسير خاطىء للنصوص الدينية، كما فعلت “داعش” و”القاعدة” من قبلها؛ وهذا ما يشكل تشويهاً للحياة الإنسانية والمفاهيم والقيم الدينية الحقيقية، التي تدعو إلى العيش بسلام وأمان بين الشعوب.
و دعا إلى ضرورة دعم العلوم الإنسانية والإجتماعية، لإيجاد أجوبة عن تساؤلات الجيل الجديد، وتقديم الحلول وتشجيع الباحثين لأداء دورهم في بناء مجتمعاتهم، خاصةً وأن الجيل الشاب، هو من يساهم في إيجاد خطاب بديل لخطاب الجماعات المتطرّفة التي تسعى إلى نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مركزاً على ضرورة الاهتمام بالواقع الإعلامي والدعوي الجديد، الذي تقدمه وسائل التواصل المعاصرة، والتي يتحول عبرها الداعي التقليدي الذي يعتمد الإلقاء والتوجه المباشر إلى الآخرين، إلى داعية يعتمد التواصل الرقمي الإلكتروني المعاصر وسيلة لنشر دعوته، مما يستدعي الانتقال بمفهوم الداعية من “الداعية التقليدي” إلى “الداعية الرَّقمي”.