الدكتورة دينا المولى رئيسة للدورة الحادية والخمسين لإتحاد الجامعات العربية
الطائر – لبنان:
برعاية دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ممثلاً بالنائب ياسين جابر، وبدعوة من رئيسة الجامعة الإسلامية في لبنان ا.د دينا المولى و أمين عام اتحاد الجامعات العربية ا.د.سلطان ابو عرابي العدوان جرى حفل افتتاح الدورة الحادية والخمسين لإتحاد الجامعات العربية تحت عنوان “دورة لبنان لكل العرب” في قصر المؤتمرات في المجمع الجامعي الوردانية في الجامعة الإسلامية في لبنان.
استهل الإحتفال بآي من الذكر الحكيم للقارئ انور مهدي، ثم النشيد الوطني وترحيب من الدكتور عادل خليفة الذي اكد ان اختيار بيروت لعقد دورة اتحاد الجامعات العربية دليل على استعادتها لدورها ومكانتها، متمنياً ان تستعيد الامة العربية وحدتها، وتلا برقية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي ثمن فيها جهود د. المولى ود. ابو عرابي العدوان لتشجيع وتعزيز التعليم الجامعي في لبنان والدول العربية كافة، والذي يشكل الوسيلة التي تقود المرء لضمان مستقبل مميز وتأمين مصدر كسبه، مشددأ على دور العلم بوصفه الشيء الوحيد الذي يتسلح به الانسان.
والقت د. المولى كلمة جاء فيها: السلام عليكم من لبنان، وطن العروبة الخالصة، ورافع رايتها، الوطن الحاضن لماضي الأمجاد الغابرة، ولحاضر تذرف فيه الدموع على واقع عربي دامٍ ومؤلم، حيث تنكسر فيه حزمة العصي، الواحدة تلو الأخرى وتتناثر عبر أثير الحقد والدمار. واقع لا نحسد عليه ونحن خزّان الحضارات والأديان السماوية ومصدر الحرف. ولأن قلبنا العربي ينبض دائماً بحب العروبة رفعنا شعاراً في هذه المرحلة الدقيقة، شعار دورة إجتماع إتحاد الجامعات العربية الحادية والخمسين بإسم ” دورة لبنان لكل العرب ” ليكون شعاراً لمؤتمرنا اليوم، شعار رفعته الجامعة الإسلامية في لبنان إكمالاً لشعار رؤيتها الجديدة جامعة لكل الوطن، فالسنوات الطويلة التي أضفت على الجامعات في الدول العربية لتنحو منحى الإتحاد العلمي والأكاديمي الذي يعتبر بوابة الإتحاد الشامل بين الشعوب العربية كان الإنطلاق من التعليم العالي الذي يعتبر المقياس الأول في تقدم الشعوب ونهضتها وإحتلالها المراكز التي تعكس رقيّها. أرحب بكم في هذا المجمع اليافع في السنة الأولى لعمله وإنطلاقته وهو نتاج فكرة عمرها عقود حالت الحروب الداخلية والعدوان المستمر على لبنان دون تحقيقها. ولكنه ها هو أمامكم يزهو بكم ضيوفاً أعزاء بين أهلكم وفي وطنكم لبنان. لبنان العربي الذي يفتخر بأنه كان من المساهمين الأوائل في إنشاء جامعة الدول العربية تثبيتاً للعلاقات الوثيقة والروابط العديدة بين دولها وسعياً إلى الإندماج الثقافي والعلمي بين شعوبه والإستفادة من المقدرات الفكرية لأبنائها لمواكبة التطور والحداثة.
واردفت د. المولى….خمسة عقود مرت على إنشاء إتحاد الجامعات العربية وإقرار صيغة المشروع المقترح للنظام الأساسي للإتحاد من قبل مجلس جامعة الدول العربية. فالرغبة كانت:
أولاً: صناعة إتحاد الدول لأنظمتها السياسية المتنوعة على قاعدة المصالح العربية المشتركة.
وثانياً: مواجهة الأزمات التي تحدق بها خاصة بعد نكبة فلسطين.
وثالثاً: كيفية تنمية القدرات العربية على الصعد العلمية والتربوية والثقافية فولدت فكرة إتحاد الجامعات العربية الذي أسس على مبادىء برّاقة ومبهرة يبشر بمستقبل واعد للتعليم العالي في الوطن العربي ولكن تلك العقود الخمسة المليئة بالنكبات والأزمات شكلّت عائقاً أمام تحقيق الغايات المرجوة من إنشائه بالسرعة اللازمة وبشكل كبير وحالت دون أن ترقى الجامعات العربية بأن تصل إلى مراكز متقدمة إلا ما ندر في الإحصائيات التي تصدر عن منظمات دولية.
وتابعت… نحن اليوم في دورة الإنعقاد الحادية والخمسين للإتحاد وما زالت ترتسم معالم الرسالة والأهداف والسعــــي الدائم لتحقيقهــــــا لا سيما: إنشـــاء مراكز البحوث، ودعم إجراء البحوث العلمية المشتركة، و تبادل نتائجها والعناية بالبحوث التطبيقية، والأهم في هذا: ربط كل موضوعات البحوث بخطط التنمية العربية الإقتصادية والإجتماعية في الدول العربية. أين نحن منها الآن ونحن في العالم العربي نعيش على أرض تحتوي أكبر مخزون من النفط والغاز والمواد الأولية والتي من المفروض أن تكون هذه الثروات في باطن الأرض في خدمة من يسكن عليها، فالأجدى هو الإستفادة من الثروات لتحقيق غايات ميثاق جامعة الدول العربية ومنظماتها ومؤسساتها، وإننا نرى أن الإستثمار الأهم للثروات يجب أن يكون في مجال العلم حيث نعيش في عالم جنون التطور التكنولوجي الذي يضاهي كل ثرواتنا، فلننظر مثلاً إلى كوريا الجنوبية وهي الدولة التي كانت خامس أفقر دولة في العالم استطاعت بالعلم، وبالعلم وحده أن تصبح من الدول القوية إقتصادياً مع تواضع في الموارد الطبيعية وغزت منتجاتها أسواق العالم العربي بينما نحن نستعمل كل ثرواتنا في تكديس الأسلحة التي تشغل المصانع واليد العاملة في الغرب من ثرواتنا المنهوبة والأفظع أننا نستعملها للتقاتل فيما بيننا. وأصحبنا أكبر سوق استهلاك لهم، لقد عمل الغرب على إنشاء مراكز الأبحاث وتطوير الصناعات بكل أنواعها ولم يعد لنا نحن العرب لا حائل ولا طائل سوى الإستهلاك وطلب المزيد.
وقالت: إذا كنا فعلاً صادقين مع الميثاق العربي يجب أن نجعل العلم والبحوث العلمية ركناً من الأركان لكي نتقدم وذلك بالتعاون في ما بيننا لتطوير برامجنا التعليمية التي نتباهى بأن نقول نحن نتبع النظام الأميركي أو الفرنسي أو الأنكلوساكسوني أو المختلط. فهل من نظام تعليمي عربي، عربي صرف؟ أو خطة عملية تجاه ما يتم إنتاجه من أبحاث؟؟ فنحن ما زلنا وحتى الدورة السابقة نؤكد على ضرورة دعم البحث العلمي في الجامعات العربية بإعتباره أساساً للتنمية ولتطوير مستوى التعليم في الجامعات العربية وحث الجهات الرسمية والخاصة لتقديم الدعم للجامعات لنتمكن من زيادة مستوى البحث العلمي، تبقى هذه الخطوات أيها السادة بإنتظار التنفيذ والإنتقال من التوصيات الإعلامية إلى الحيز العملي الذي وبالتأكيد سينعكس إيجاباً على الأداء الجامعي ليظهر الإبداع الفكري لطلابنا الذين يبذلون قصارى جهودهم ضمن إمكانات متواضعة في عرض مشاريعهم ويصابون بخيبات الأمل بعد التخرج وإن سعداء الحظ منهم يحصل على منحة أوروبية أو أميركية فيقصدون جامعاتها ويبقون في دولها وهذه أخطر الهجرات ” هجرة الأدمغة ” .
وخاطبت الحضور بالقول…تعالوا لنجعل من دورتنا هذه نقطة تحوّل في إيجاد السبل الكفيلة بالإندماج العلمي والتكامل والتعاون العملي والجاد في تطوير مراكز الأبحاث تنفيذاً لأهداف الإتحاد وبوتيرة أقوى ولو بعد مرور العقود على إنشائه. نحن قادرون على تحقيق المبادىء والأسس التي ارتكز عليها ميثاق الإتحاد لأننا فعلاً بدأنا ننافس الجامعات العريقة في العالم بالمنافسة المباشرة أو بالطلاب العرب المبدعين في جامعاتهم.
وختمت د. المولى …بإسمكم أتوجه بالشكر الجزيل إلى دولة الرئيس الأستاذ نبيه برّي على رعايته الكريمة لمؤتمرنا هذا وهو العروبي الأصيل والمبدع في جمع الأخوة العرب. أجدد ترحيبي بكم في ربوع لبنان وستكون الساعات الطويلة التي سنقضيها معاً زاخرة وقيمة وستزيد من الإنفتاح المباشر بيننا، ففي الإتحاد قوة ونحن أحوج المجتمعات إلى الوحدة والتعاون واستذكر القول الرائع لأحد الغربيين علّنا نحذو حذوه حيث قال:” نكون معاً، هذه هي البداية. والبقاء معاً هو التقدم. والعمل معاً هو النجاح “
والقى د. ابو عرابي العدوان كلمة قال فيها: يسعدني أن أرحب بزملائي رؤساء الجامعات العربية في هذه الدوره المتميزة “الدوره الحادية والخمسين للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية” ( دورة لبنان لكل العرب) ، باستضافة كريمة من الجامعة الإسلامية في لبنان، وفي ربوع لبنان، لبنان العرب، بلد الحضارة والثقافة والفن والتاريخ والبلد الذي كان وما زال مصدراً للعلم والمعرفة، ورافدا للعديد من العُلماء والأدباء والمفكرين. فإن اتحاد الجامعات العربية، كانت نشأته وبداية انطلاقته من العاصمة اللبنانية عام 1964، نتيجة لقاء لعدد من رؤساء الجامعات العربية الذين اجتمعوا آنذاك لبحث مشكلات التعليم العالي في الوطن العربي، وقرروا بعدها إنشاء اتحاد الجامعات العربية بهدف النهوض بالتعليم الجامعي والعالي في الوطن العربي وتطويره، إيمانا منهم بأن التنمية تنطلق من الجامعات، من خلال إعداد وتأهيل رأس المال البشري الذي هو أساس التنمية والتطوير، لبنان الذي استضاف منذ ذلك الوقت أكثر من دورة لاجتماعات اتحاد الجامعات العربية. كما يسعدني أن أعرب باسمي وباسم رؤساء الجامعات الأعضاء في اتحاد الجامعات العربية عن عظيم شكرنا وتقديرنا لدولة الرئيس الأستاذ نبيه بري لتفضله برعاية أعمال هذه الدورة ” دورة لبنان لكل العرب”. وأتوجه ببالغ الشكر لكافة الأساتذة رؤساء ومديري الجامعات العربية وممثلي المنظمات العربية والدولية والضيوف الكرام الذين تكبدوا عناء السفر للمشاركة في أعمال مؤتمرنا السنوي الهام ، واسمحوا لي أن أبارك باسمكم جميعا لكافة الزملاء رؤساء الجامعات العربية الجدد الذين يشاركون في اجتماعاتنا لأول مرة وكذلك تقديم شكرنا وتقديرنا للزملاء الذي أنهوا عملهم لجهودهم التي بذلوها، كما أتقدم بجزيل الشكر للجامعة الإسلامية في لبنان العزيزة ممثلة بالأستاذة الدكتورة دينا المولى، رئيسة الجامعة، وكافة العاملين بها على حسن الإعداد والتحضير والتنظيم لأعمال هذا المؤتمر، آملا ان يثمر اجتماعنا هذا عن مخرجات وتوصيات يكون لها عظيم الأثر.
وتابع… لقد قطع اتحادكم بفضل تعاون جامعاتنا الأعضاء معه شوطاً طيباً في مسيرته المباركة نحو تحقيق أهدافه، وأنجز بفضل جهودكم وتعاونكم الدائم وتوجيهاتكم الكثير من خطط عمله التي من شأنها النهوض بالتعليم الجامعي والعالي في الوطن العربي، لا سيما وأن مؤسساتنا التعليمية تواجه العديد من التحديات التي تستوجب منا التطوير والتحديث بما يتواءم مع معطيات ومستجدات العصر الجديد. ولذلك فإن اتحاد الجامعات العربية استشعر أهمية التوسع في برامجه وتعميق التنسيق والتعاون بين الكفاءات العربية الأكاديمية في مختلف التخصصات العلمية، فقد نجح في تأسيس مؤسسات متخصصة شملت إنشاء ثلاثة وعشرين جمعية للكليات العلمية المتناظرة في مختلف حقول المعرفة تضم كل جمعية عمداء الكليات المتناظرة، يحكم عملهم نظام أساس يحدد أهداف جمعيتهم ويرسم الخطوط العريضة لطبيعة عملها بما يساعدهم على التعاون والتنسيق لتحديث وتطوير برامج كلياتهم وتبادل الخبرات والمطبوعات والعمل معاً كفريق واحد من أجل النهوض بتطوير رسالتهم وأهدافهم بما يتواءم مع أهداف الاتحاد ورسالته.كما أنشأ اتحاد الجامعات العربية المجالس والمراكز العربية والتي هي بمثابة الأذرع التي تدعم عمل الاتحاد وتساهم في تحقيق اهدافه وهي: المجلس العربي للدراسات العليا والبحث العلمي، المجلس العربي لتدريب الطلاب، المجلس العربي للأنشطة الطلابية، المجلس العربي لضمان الجودة والاعتماد، وصندوق دعم الجامعات الفلسطينية، ومركز إيداع الرسائل الجامعية ومركز حوسبة الدوريات العربية.
واردف… لقاؤنا بكم يتجدد في كل عام ، لنضع بين أيديكم خلاصة عملنا وإنجازاتنا في الأمانة العامة للاتحاد، ونستعرض سوياً تفاصيل الأنشطة المختلفة للمجالس والمراكز والجمعيات العلمية للكليات المتناظرة، ونستمع إلى آرائكم واقتراحاتكم لمواجهة التحديات والصعوبات التي تعترض تقدم وتطور العملية التعليمية، مستفيدين من خلاصة تجاربكم وخبراتكم العالية لتحقيق أهدافنا المنشودة. وهنا يسعدني أن استعرض معكم بعض الإنجازات التي تحققت أثناء توليي وزملائي الأمينين العامين السابقين الأمانة العامة. ولقد أولينا جل اهتمامنا للعديد من الموضوعات المهمة، مثل ضمان الجودة والإعتماد، إذ أنجزنا دليل ضمان جودة البرامج الأكاديمية في كليات الجامعات العربية ليكون دليلاً إسترشادياً لتقوم الجمعيات الكليات المتناظرة بالجامعات العربية الأعضاء بإصدار دليل خاص بشأن معايير ضمان الجودة والاعتماد لبرامجها الأكاديمية. وقد تم إصدار أدلة ضمان جودة البرامج الأكاديمية في كليات الجامعات العربية لتخصصات تكنولوجيا المعلومات، والتمريض، والصيدلة، والتربية الرياضية، والآداب، وإدارة الأعمال والتعليم عن بعد بالإضافة الى إصدار ” دليل الجودة لمؤسسات التعليم العالي العربية”.
واشار الى ان المجلس يعمل على نشر ثقافة الجودة وبناء قدرات العاملين في مجال الجودة من خلال تنظيم العديد من ورش العمل والندوات المتخصصة في هذا المجال. وقد بدأ المجلس بمنح شهادة ضمان جودة البرامج الأكاديمية بالجامعات العربية وقد تقدم عدد معقول من الجامعات بطلب لاعتماد برامجها الأكاديمية من قبل المجلس، مثلما باشرنا العمل من أجل التنسيق مع هيئات الإعتماد الدولية واتحادات الجامعـــــــــــــــات الأجنبية ( الأوروبية والروسية، وأفريقيا الشمالية، والصينية والتركية) في مجال الاعتراف والاعتماد لبرامج الجامعات العربية الأعضاء في الإتحاد والحاصلة على شهادة ضمان الجودة من مجلس ضمان الجودة والإعتماد. كما أننا أولينا البحث العلمي أهمية كبيرة ، لأننا ندرك أنه يُشكل العمود الفقري الذي يحمل على عاتقه التطور والتقدم في مختلف أنواع العلوم ، فقد تم تأسيس الصندوق العربي لتمويل لبحث العلمي في الأمانه العامه للاتحاد عام 2012، وقمنا بعقد ورش عمل متخصصة لتحديد أولويات البحث العلمي لمجتمعاتنا العربية ، ونحن نسعى الآن لتوفير الدعم المادي المناسب لتمكين الصندوق من تنفيذ أهدافه. وفي عام 2015 تم انشاء “المجلس العربي لحاكمية الجامعات” بهدف نشر ثقافة الحوكمة من خلال عقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل، وتقديم الاستشارات اللازمة للجامعات في مجال الحوكمة، واصدار مجلة علمية محكمة متخصصة، تقديم الاستشارات والدراسات في مجالات التنمية المستدامة في الوطن العربي. كما تم استحداث جمعيات علمية جديدة هي: الجمعية العلمية لكليات معاهد وأقسام العمل الاجتماعي عام 2013 باستضافة الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم في لبنان وجمعية كليات ومعاهد الموسيقى عام 2014 باستضافة جامعة الروح القدس في لبنان، والجمعية العلمية لإدارات عمادات شؤون الطلبة عام 2016 باستضافة جامعة الإمارات العربية المتحدة.
وراى ابو عرابي العدوان ان العولمة والإنفتاح على العالم كانتا من أهم الأولويات المدرجة في خطة عملنا، وقد تمكننا خلال الأعوام السبعة الماضية من عقد سلسلة مؤتمرات دولية بهدف فتح آفاق التعاون والاستفادة من خبرات الآخرين ، بدأناها بعقد قمة التعليم العالي بين رؤساء الجامعات العربية والماليزية وجامعات جنوب شرق آسيا بمدينة كوالالمبور عام 2012، بدأت بعقد قمة التعليم العالي بين رؤساء الجامعات العربية والماليزية وجامعات جنوب شرق آسيا في عام 2012 والثانية عام 2016، ثم المؤتمر العربي الأوروبي الأول في اسبانيا عام 2013 والثاني في عمان عام 2014 والثالث في اسبانيا عام 2016 والرابع في المغرب عــــــــــــام 2017، ثم المؤتمر العربي التركي الاول في اسطنبول عام 2014 والثاني في اسطنبول عام 2016 وكذلك المؤتمر العربي الألماني للجامعات التقنية عام 2014 والمؤتمر الألماني الثاني بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأوروبية واتحاد الجامعات العربية في أكتوبر 2015 بمدينة الجونا بمصر وكذلك الدورة الثالثة لمنتدى رؤساء الجامعات العربية والصينية في الصين عام 2015 والدورة الرابعة في عمان عام 2016 ، وفي شهر شباط/ فبراير من هذا العام 2018 عقدنا مؤتمر الجامعات العربية التركية بالتعاون مع جامعة اسطنبول آيدن وأيضا المنتدى الأول لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية الذي استضافته جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان والذي أسفر عن إنشاء و إشهار إتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية والمصادقة على نظامه الأساس. ومن هنا، أدعو جميع السادة رؤساء الجامعات العربية الانخراط في عضوية هذا الإتحاد الجديد، والاستفادة من نشاطاته لما فيه خدمة الجامعات.ونحن الآن بصدد عقد “المؤتمر العربي الآسياني الثالث للتعليم العالي” في الفترة من 26-27/6/2018 في رحاب الجامعة العالمية الإسلامية في ماليزيا، وأيضا الترتيبات جارية لعقد المؤتمر العربي الأوروبي الخامس إما في جامعة ايكس مارسيل في فرنسا أو في جامعة صقيلية في ايطاليا خلال النصف الثاني من عام 2018.
واكد ان هذه المؤتمرات تهدف الى تعزيز علاقات التعاون والتبادل في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي بين الجامعات العربية والجامعات الأوروبية والتركية والصينية والآسيوية وتبادل الخبرات والمعرفة والعمل على تفعيل انتقال الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بين الجامعات العربية وتلك الجامعات. ولقد تمكنا من خلال المشاركة في أكثر من 14 مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي (تمبوس وايرازموس موندوس وايرازموس بلس) حيث تقوم الأمانة العامة بالاتصال والتعاون مع الجامعات الأوروبية لإشراك العديد من الجامعات العربية في مشروعات الاتحاد الأوروبي للتعليم العالي والبحث العلمي. كما أنه تم تحقيق العديد من الفوائد والنتائج المثمرة لمثل هذه المشروعات ، حيث أسفر عن أحدها على سبيل المثال لا الحصر، تأسيس الشبكة العربية الأوروبية لتدريب القيادات الجامعيـــــــــــــــــــــة ARELEN في مقر الأمانة العامة للاتحاد بالتعاون مع جامعة كارديف ميتروبولتان ومؤسسة القيادة في التعليم العالي البريطانية بهدف بناء القدرات القيادية لدى رؤساء الجامعات ونوابهم وتدريبهم على المهارات الإدارية والتقنية اللازمة لقيادة وإدارة المؤسسات الأكاديمية والتعليمية بمهارة وجودة.أما فيما يخص عضوية الجامعات، تم بفضل الله منذ عام 2011 انضمام حوالي 103 جامعات عربية جديدة من مختلف الأقطار العربية. وخلال هذه الدورة، سوف ينضم حوالي (10) جامعات جديدة ليصبح العدد (113) جامعة منذ استلامي كأمين عام للاتحاد، ونأمل أن تتزايد هذه الأعداد مستقبلا لتشمل جميع الجامعات العربية.
وتابع…تماشياً مع أهداف اتحاد الجامعات العربية في دعم البحث العلمي في الجامعات العربية وتشجيع العلماء والباحثين، قامت الأمانة العامة للاتحاد بتخصيص جائزة سنوية ” جائزة اتحاد الجامعات العربية للباحث العربي المتميز” في عام 2012 ، تُخصص الجائزة لأحسن انتاج علمي متميز قام به باحث عربي في أحد المؤسسات المنضوية تحت اتحاد الجامعات العربية بحيث يكون هنالك أثر ملموس لتلك الأبحاث المنشورة في إضافة معارف جديدة أو براءات اختراع. ويتم طرح هذه الجائزة كل عام في مجالين. إن اتحادكم يسعى بدعمكم وتضافر جهودكم المشكورة الى خدمة جامعاتنا العزيزة وخدمة أوطاننا. ونتوجه بالشكر لله العلي القدير ونستمد منه العون في كل خطوة نخطوها نحو تحقيق آمالنا.
وخلص الى القول… لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان لدولة الأستاذ نبيه بري/ رئيس مجلس النواب لتفضله برعايه هذا الاجتماع الهام كما وأتقدم بخالص الشكر لرئيس الدورة السابقة الأستاذ الدكتور محمد البيلي مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة لتعاونه مع الأمانة العامة لعمل كل ما هو في صالح اتحاد الجامعات العربية. كما وأتقدم بالشكر لمضيفتنا العزيزة د. دينا المولى رئيسة الجامعة الاسلامية في لبنان على كرم الضيافة وأشكر أيضاً السادة نواب مدير الجامعة والإداريين والعاملين بالجامعة على الجهد الكبير الذي بذلوه لانجاح هذا المؤتمر الهام، والشكر الموصول لأسرة الأمانة العامة للاتحاد على جهودهم المضنية والمستمرة لانجاح أعمال الاتحاد وأخيرا كل الشكر للأخوات والأخوة أصحاب المعالي والسعادة الزملاء رؤساء الجامعات أعضاء الاتحاد لتحملهم مشقة الحضور راجين منهم المزيد من بذل الجهد خلال جلسات هذه الدورة.
والقت المستشارة د. دعاء خليفة مديرة إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط نقلت خلالها تحياته وتمنياته بأن تكلل أعمال هذا المؤتمر بالنجاح والخروج بتوصيات عملية تساهم في تعزيز وتطوير دور الجامعات العربية وبالنهوض بالبحث العلمي العربي ، وتوجهت بالشكر والامتنان الى الجمهورية اللبنانية حكومة وشعباً والى دولة الرئيس نبيه بري على رعايته الكريمة للمؤتمر ، والى الاستاذة الدكتورة دينا المولى وعمداء الكليات وكافة العاملين بالجامعة الاسلامية في لبنان على حسن الأعداد والتنظيم وكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، والشكر موصول الى اتحاد الجامعات العربية ممثلاً بالدكتور سلطان ابو عرابي رئيس الاتحاد على جهوده في خدمة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال دعم وتنسيق جهود الجامعات العربية وتوثيق التعاون بين الجامعات العربية والمؤسسات التعليمية الاقليمية والدولية ، واود ان اشير الى ان تأسيس الاتحاد جاء بمبادرة من الادارة الثقافية في جامعة الدول العربية ، وبقرار من مجلس جامعة الدول العربية في عام 1964 الذي أقر صيغة مشروع النظام الاساس للاتحاد .
وقالت: تتبوأ الجامعات دورا هاماً في الدفع بجهود التنمية وتعد أرفع المؤسسات العلمية والتعليمية التي تلعب دوراً محورياً في النهوض بمنظومة البحث العلمي والتطوير في الدول التي تنشد الرقي والتقدم، ولقد أصبح الاهتمام بمستقبل البحث العلمي ضرورة وليس اختياراً الأمر الذى يتطلب تشجيع الإبداع والابتكار واستثمار العقول العربية المهاجرة، والعمل على تطوير هيئات ومراكز البحث العلمي العربي، خاصة في ظل التحديات غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة العربية وتداعياتها على جهود التنمية التي تبذلها دولنا العربية، ولذا علينا السعي للاستفادة من التجارب الناجحة للدول المتقدمة التي ادركت أهمية البحث العلمي وعظم الدور الذي يؤديه في التقدم والتنمية.. وعملت على توفير المناخ اللازم له وتلبية احتياجاته سواء كانت مادية أو معنوية وتذليل كافة العقبات إدراكا منها أنه الدعامة الأساسية للاقتصاد والتطور، وركناً أساسياً من أركان المعرفة الإنسانية في ميادينها كافة والسمة البارزة للعصر الحديث، وأن عظمة الامم وتفوقها يرجعان إلى قدرات أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية.
واردفت… لقد اتخذت جامعة الدول العربية قرارا على مستوى القمة العربية في دورته الاخيرة “28” عام 2017 في المملكة الاردنية الهاشمية باعتماد “الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار” ادراكاً منها بأهمية النهوض بالبحث العلمي في الوطن العربي ولدوره الأساسي في عملية التنمية، ويعتبر اتحاد الجامعات العربية أحد المشاركين في اعداد الاستراتيجية العربية ، إن إعتماد هذه الاستراتيجية سيسهم دون شك في تقليل الفجوة بين البحث العلمي العربي والعالمي، حيث تهدف الاستراتيجية إلى الوصول بمستوى البحث العلمي في الوطن العربي إلى المستوى الدولي الذي ترتقي إليه طموحات شعوبنا العربية . وفي هذا الصدد ستنظم جامعة الدول العربية ورشة عمل خلال الفترة 16-18 ابريل /نيسان 2018 برعاية معالي الامين العام للجامعة لمناقشة مسودة الخطة التتنفيذية ومناقشة المشروعات المطروحة ثم تبني مشروع يحظي باهمية واولوية عربية تعنى بالبحث العلمي والابتكار.وأود أن اؤكد على الدور الهام الذي يمكن ان يقوم به اتحاد الجامعات العربية في تنفيذ الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار، وأهمية تعزيز التعاون المشترك بين الاتحاد وإدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بجامعة الدول العربية للدفع بجهود تنمية البحث العلمي في الوطن العربي .
واكدت…إن البحث العلمي يُعد أحد أهم وظائف الجامعات الأساسية، فبدون بحث علمي تصبح الجامعة مجرد مدرسة تعليمية لعلوم ومعارف ينتجها الآخرون، وليس مركزا للإبداع العلمي وإنماء المعرفة وإثرائها ونشرها والسعي لتوظيفها لحل المشكلات المختلفة التي يواجهها المجتمع، وتعد البحوث الجامعية التي تنجزها الجامعات أحد أهم مؤشرات الجودة والتمييز في سلم تصنيف الجامعات محليا وإقليميا ودوليا، وأصبح لازماً علينا تكثيف الجهود لإرساء آلية عربية لمعايرة الدوريات العلمية الصادرة باللغة العربية وحساب معامل التأثير لها ، ونشر الابحاث العلمية باللغة العربية ، نظراً لما تمثله من أهمية للارتقاء بجهود البحث العلمي في الوطن العربي . كما لا يغيب عنكم ان من محاور تصنيف وتقييم الجامعات هو ما تقدمه هذه الجامعات من خدمات انسانية واجتماعية تفيد بها مجتمعاتها ، وهو الامر الذي يتفق مع توجه جامعة الدول العربية التي تولي اهتماماً وحرصاً بتعليم اللاجئين في المنطقة العربية وخاصة ووفق تقارير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اشارت الى انه لا يلتحق بالجامعات سوى 1% من اللاجئين مقارنة بمتوسط عالمي يقدر 34% . وأود أن انتهز هذه الفرصة بأن اطرح عليكم مبادرة تقدمت بها الجامعة بالتعاون مع جامعاتكم المرموقة لدعم تعليم الطلبة اللاجئين في دول النزاعات والصراعات المسلحة ” سورية ، اليمن ، العراق ، الصومال ليبيا وفلسطين تحت الاحتلال الاسرائيلي ” من خلال توفير منح دراسية للطلبة الاشد احتياجاً الذين تقطعت بهم السبل ولا يستطيعون استكمال تعليمهم الجامعي ، وستقوم جامعة الدول العربية على إدارة وتنسيق وتنظيم هذه العملية ، وتم اعداد تصور لهذه المبادرة التي ستطرح على جدول اعمال هذا المؤتمر.
واشارت الى ان جهود جامعة الدول العربية لا تقتصر على التعاون مع الجامعات العربية ولكن تشمل جهودها على التعاون الدولي مع مجموعة من الدول مثل (الصين – الهند – وامريكا الجنوبية – روسيا – اليابان – المكسيك ) ، حيث وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة العلوم والتكنولوجيا بجمهورية الصين الشعبية تضمنت إنشاء مراكز صينية – عربية لنقل التكنولوجيا، وذلك خلال الدورة الأولى لمنتدى التعاون العربي الصيني لنقل التكنولوجيا والإبداع التي عقدت بتاريخ 11/9/2015 في نينغشيا بجمهورية الصين الشعبية، كما وقعت جامعة الدول العربية مذكرة تفاهم مع الرئيس سامبايو – الرئيس الأسبق للبرتغال حول البرنامج الدولي لدعم الطلبة السوريين والذي ساهمت فيه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمبلغ 50.000 دولار أمريكي بهدف توفير التعليم العالي للطلبة السوريين النازحين خلال العام الدراسي 2014-2015، وواصلت دعمها للبرنامج بملغ 50000 دولار أمريكي من أجل تغطية التكاليف الدراسية للطلبة السوريين النازحين خلال العام الدراسي 2015-2016 . كما أن جامعة الدول العربية بصدد التعاون والشراكة من خلال هذا البرنامج للعمل على اطلاق مشروع جديد حول تبني آلية للتدخل السريع Rapid Response Mechanism “RRM” لخدمة التعليم في حالات الطوارى .
واكدت ان الجامعة العربية تواصل جهودها في مجال التعاون الاكاديمي، حيث وقعت بروتوكول تعاون مع جمهورية المكسيك في مجال التبادل الاكاديمي بين مؤسسات التعليم العالي بالمكسيك ونظيرتها في العالم العربي، تشمل تبادل زيارات الاستاذة الجامعيين وتفعيل التواصل بين الجامعات والمؤسسات التعليمية العليا بالوطن العربي والمكسيك، وإقامة محاضرات ودورات تدريبية لأساتذة جامعيين أو باحثين بالمؤسسات التعليمية العليا من الجانبين .
وختمت بالقول…. أود أن أؤكد لكم أن جامعة الدول العربية على استعداد للتعاون مع كافة المؤسسات التعليمية والبحثية والمنظمات الدولية والاقليمية المعنية بهدف تطوير الجامعات العربية والنهوض بالبحث العلمي في الوطن العربي ، كما أؤكد أن أشغال هذا المؤتمر ونتائج أعمالكم وتوصياتكم ستكون محط اهتمام الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومتابعتها للعمل على تنفيذها ، وأسأل الله العلي القدير ان يوفقنا جميعاً متمنية التوفيق والنجاح للجمهورية البنانية على رئاستها للدورة 51 ” دورة لبنان لكل العرب ” ممثلة في الجامعة الاسلامية وعلى رأسها السيدة الفاضلة الدكتورة دينا المولى
والقى النائب جابر كلمة راعي المؤتمر الرئيس بري التي قال فيها: اود بداية ان انقل الى مؤتمركم تحيات دولة الرئيس نبيه بري، الذي شرّفني بتمثيله في هذا المؤتمر الهام، كما ان ابلغكم بسعادته وترحيبه بإنعقاد الدورة الحادية والخمسين لإتحاد الجامعات العربية في لبنان وتحت عنوان “دورة لبنان لكل العرب” . وهذا العنوان يمثل خير تعبير عن حقيقة لبنان واللبنانيين وانفتاحهم ماضياً وحاضراً ودائماً على العالم العربي وعلى كل اشقائه العرب من دون استثناء في افراحهم واتراحهم، كما يسعدني انقل ترحيبه بكل المشاركين في هذا المؤتمر من اعضاء اتحاد الجامعات العربية القادمين من مختلف انحاء العالم العربي. وأود أن اتوجه بشكر خاص للدكتورة دينا المولى على جهودها المثمرة في تنظيم اجتماعات هذه الدورة ولم شمل اتحاد الجامعات العربية على ارض لبنان وان ابارك لها تبؤها موقع رئاسة المجلس التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية كما بترؤوس هذه الدورة الحادية والخمسين للاتحاد. نحن فخورون دكتورة المولى بعملك وانجازاتك والى المزيد ان شاء الله.
واردف… تتقدم التربية على ما عداها من الاهتمامات الوطنية، فهي مع كل تشعباتها وتنوع اتجاهات التعليم وانواعه، تبقى الوسيلة المتكاملة لإعداد الفرد حتى يكون مواطناً متعلماً ومنتجاً وعنصراً فاعلاً في وطنه ومجتمعه، والتعليم يصنع الحياة ويحميها ويدفعها الى الامام لأنه يعمل على مادة المستقبل، يعمل على الشباب.لذلك فإن التربية هي مسؤولية على الدولة تحملها لأجل ان تضمن مستقبل افضل لشبابها وللوطن. وعلى صعيد آخر فإنه من المعلوم ان التعليم الجامعي يؤسس لمستقبل الامم، حيث ان الجامعات تساهم الى حد كبير في بناء العقول وفي رفد المجتمعات بالطاقات والقدرات. ولقد تطور التعليم الجامعي في عالمنا العربي كما في سائر المجتمعات النامية وامتد من القطاع العام الى القطاع الخاص، وفي عصرنا الحاضر أصبح هذا التعليم مجبراً ان يواكب التطور التكنولوجي على مختلف الصعد.
وراى النائب جابر ان زمننا هذا هو زمن النقلات الكبرى والانعطافات الحادة للتاريخ، والعالم يتغير بأسرع مما ننظر اليه، وتجد اغلب المجتمعات انفسها امام اسئلة محيرة : ما دور الانسان مع تطور الـ Robots وماذا عن برامج التعليم المستقبلية مع التطور المتسارع في استعمالات البرامج المستندة الى الذكاء الاصطناعي والذي يكاد يحل محل العقول البشرية؟ وماذا عن توجيه الشباب الى اختيار الاختصاصات التي تحاكي المستقبل والتي تتناسب مع فرص العمل التي ستحتاجها الشركات وسوق العمل مستقبلاً. ان الاسئلة المستقبلية موجعة ولكن مواجهتها افضل من تجاهلها، وطرحها يعني استشعاراً بحجم الخطر الذي يجابه التعليم بشكل عام والتعليم الجامعي في بلادنا العربية قاطبة بشكل خاص. يتوجب علينا كمسؤولين وكمؤسسات التحرك لبناء استراتيجية تعليمية قائمة على الاستيعاب الشامل للمتغيرات المتسارعة من حولنا والمرتكزة على عصر الانفتاح. فتاريخ الامم تحركه الافكار وتحميه العقول اكثر بكثير مما تفعله الاسلحة وما تفرزه الهزائم.
وتابع… في لبنان يساهم التعليم الجامعي في صناعة المستقبل. وخير دليلٍ على ذلك جامعتنا اللبنانية والجامعات الخاصة التي هي خير شاهدٍ على مئات حكايات التفوق العلمي بالعقول النيّرة. ومنها الآلاف من المتخرجين المتفوقين او الناجحين المنتشرين في لبنان وفي ارجاء العالم. ذلك يعني ان جامعاتنا تقوم بدور بناء في خدمة الانسان ومستقبله. ان لبنان يتميز بالطاقات البشرية ذات المستوى العلمي الرفيع ليس على مستوى المنطقة وحسب بل على مستوى العالم. فالباحثون اللبنانيون العاملون في دول العالم يقدرون بعشرات الآلاف مما يدل على مدى مساهمة اللبنانيين في التقدم والتطور والاختراعات في دول العالم قاطبة. كما يتخرج من الجامعات اللبنانية سنوياً الآلاف من الطلاب في ميادين ادبية وعلمية مختلفة، فضلاً عن الطلاب اللبنانيين الذين يتابعون تحصيلهم العلمي العالي في لبنان والخارج ومتابعة هذا التعليم الى اعلى مستوياته فيحملون شهادات الدكتوراه.. غير ان التحدي الكبير الماثل امام الدولة هو مدى قدرتها على استيعاب كل هذه الطاقات وتأمين فرص العمل لها خاصة انه هناك طفرة في بعض الاختصاصات ونفص في اختصاصات اخرى. فازدياد حملة الشهادات الجامعية اوجد المعضلات في الحصول على الوظائف، فالعرض كبير وفرص العمل قليلة.
وشدد جابر على ضرورة قيام الدولة وبالتعاون مع الجامعات بإيلاء اهمية خاصة لتطوير المناهج لتحاكي التطورات العلمية المتسارعة كما القيام بتوجيه الشباب وتوعيتهم بإتجاه هذه الاختصاصات التي يمكن ان توفر لهم فرصة العمل التي يطمحون اليها، متمنياً للمؤتمر النجاح ومرحباً بالوفود العربية المشاركة في هذا المؤتمر متمنياً لهم اقامة سعيدة في ربوع لبنان الذي يفتح ذراعيه دائماً لاحتضان كل شقيق عربي. .
وفي الختام تسلمت د. المولى علم اتحاد الجامعات العربية في دورته القادمة من د. ابو عرابي الذي قدم لها ايضا درع الاتحاد، وتم إعلان الأستاذة الدكتورة دينا المولى رئيسة للدورة الحادية والخمسين لإتحاد الجامعات العربية ، وإعلان ترؤس الأستاذة الدكتورة دينا المولى للمجلس التنفيذي للإتحاد .
بدورها قدمت المولى وامين عام المجلس الشيعي نزيه جمول وامن عام الجامعة الاسلامية د. حسين بدران دروعاً تكريمية الرئيس بري ود. ابو عرابي الذي بارك للبنان هذا الانجاز متمنياً للمولى النجاح في مهامها.