الجامعة الأميركية في بيروت تُكرّم خرّيجيها وتحتفل بلمّ شملهم
الطائر – لبنان:
على مدى الأيام الأربعة من 26 إلى 29 حزيران 2019، جمعت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) خرّيجيها وعائلاتهم واحتفلت بهم. وقد عاد عدد قياسي من الخرّيجين إلى الجامعة الأم، من أنحاء مختلفة من لبنان والعالم، للاحتفال بالذكريات، والتمتع ببرنامج منوّع مع الأصدقاء والعائلة.
بدأ اجتماع لمّ الشمل بحفل أقيم في الملعب البيضوي الأخضر في الحرم الجامعي الأعلى، للموسيقي الشهير والملحّن وعازف البيانو غي مانوكيان، الذي رافقته فرقته من الموسيقيين والمغنّين. وقد استمتع أكثر من 1350 من الخريجين والأصدقاء بليلة من الموسيقى العربية والشعبية والأوبرالية في أجواء الملعب الرائعة.
وخلال حفل التكريم الذي أقيم في قاعة الأسمبلي هول المكتظّة، جرى تكريم أكثر من ثلاثمئة من الخريجين بمنحهم ميداليات تذكارية. وقد مُنحت الميداليات لخرّيجي الجامعة الذين يحتفلون بمرور أكثر من 55 عاما، و50 عاما (خريجي العام 1969)، و25 عاما (خريجي العام 1994) على تخرجهم. وانضم مجموعتان خاصتان إلى حفل هذا العام، وهم الأطباء الذين تخرّجوا في العامين 1989 و2009 احتفالاً بالذكرى السنوية الثلاثين والعاشرة على تخرجهم على التوالي.
وقد تحدث رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري خلال الحفل، وقال للخرّيجين المحتفلين، “عندما نكرّمكم، فإننا أيضًا نكرم جامعتنا وقوة الارتباط بيننا والتي لا تتخطّى السنوات فقط، بل المسافات الجغرافية البعيدة. أسمع من العديد من خرّيجينا، ومن أساتذتنا وموظفينا أيضًا، وكثيرون منهم من الخريجين أولاً وقبل كل شيء، أن علاقتهم مع الجامعة الأميركية في بيروت قد أثرت تأثيراً عميقاً على حياتهم، وليس فقط على مساراتهم المهنية التي اختاروها، ولكن، الأهم من ذلك، على القيم التي تُرشد حياتهم.”
وتحدث خوري أيضًا عن الرؤية الاستراتيجية التي طوّرتها الجامعة مؤخرًا تحت مُسمّى “فيتال 2030″، ومدى أهمّيتها بشكل خاص خلال هذه الأوقات. وطالب بالتمسك بما جعل الجامعة الأميركية في بيروت عظيمة، وهو روحيتها من التعليم الليبرالي، والممتازية في البحث، والالتزام الرؤوف بالعناية الطبية بالجميع، والالتزام الدائم بلبنان والعالم العربي، والأهم، الالتزام بخرّيجيها. وأردف خوري: “إن إسهامات خرّيجينا والتزامهم وولائهم الدائم هي التي تجعل الجامعة الأميركية في بيروت مؤسسة خاصة جداً”.
وأنهى خوري حديثه قائلا، “هذا هو الوقت المناسب لكي تعيد الجامعة الأميركية في بيروت تأكيد التزامها بلبنان، وبالعالم العربي، وبما بعده. هناك الكثير الذي ينبغي القيام به. وأريد أن تقود الجامعة كل هذه الجهود. نحن على استعداد للقيادة. ونحن نعوّل عليكم ونحن نشدّ الرحال لهذه المهمة.”
أما نائب الرئيس المساعد للتطوير وعلاقات الخرّيجين سلمى ضنّاوي عويضة فكانت قد رحبت بالحضور وقالت، “الأمر المفضّل لدي في اجتماع لمّ شمل الخرّيجين هو أني أراكم جميعاً طلاباً في العشرين من العمر مرة أخرى. تتواصلون مجدداً بزملائكم كما لو أنكم لم تغادروا الحرم الجامعي أبدًا. لكن بالطبع، الآن، بدلاً من الأحلام، أرى حنيناً، وبدلاً من الآمال، أرى إنجازاتٍ.”
وتابعت عويضة، “من خلال مكتب علاقات الخرّيجين، نعمل بجدٍّ لبناء علاقات قوية بين خرّيجي الجامعة الأميركية في بيروت وتعزيز صِلاتهم بالجامعة. وأود أن أشكركم جميعاً على مشاركتكم القوية وكذلك الدعم الذي قدمتموه دائمًا لجامعتكم الأم. نحن ممتنّون لكم جميعًا، أنتم يا من قدمتم هدايا مالية لصندوق المنح الدراسية لاجتماعات لمّ الشمل للخريجين. ويدعم هذا الصندوق الطلاب المحتاجين واللامعين.”
رئيس جمعية خريجي الجامعة الأميركية في بيروت هشام الجارودي ألقى كلمة في الحضور وقال، “صحيح أن مِهَننا كثيراً ما تأخذنا بعيداً عن الجامعة الأميركية في بيروت، ولكننا بالفعل لا نغادرها أبداً. وكلما أعطيتُ الجامعة أكثر فأكثر، كلما ازددت فخراً لعِلمي إنني من بين الكثيرين الذين يدعمون جامعتنا الأم، موئل المعرفة في الشرق الأوسط.”
ناجي خوري، الرئيس المؤقت للجمعية العالمية لخريجي الجامعة الأميركية في بيروت)، قال في كلمته، “تحتاج جامعتنا إلى كل واحد منا -أولاً -كمانحين لحملة بكل جرأة (Boldly AUB) ، الحملة من أجل القيادة والابتكار والخدمة، ولكن أيضًا كموجهين لطلاب الجامعة الأميركية في بيروت، لمساعدتهم في العثور على فرص التدريب والتوظيف.”
فيصل الخليل، خرّيج العام 1969، وأحد رواد الأعمال الرئيسيين في غرب إفريقيا، ألقى خطابه الرئيسي نيابة عن صف عام 1969. وأكد الخليل أنه “لا يمكن أن يكون هناك شك في أن سنواتي في الجامعة الأميركية في بيروت وخاصة ما خبرته خلال عام 1969 كانت نقطة تحول شكلت حياتي بشكل كبير.” كارلا حبيب مراد، إحدى أخصائيي التغذية ورواد الأعمال الشهيرين في لبنان، ألقت خطابها الرئيسي نيابة عن صف عام 1994، وختمته بإلقاء الضوء على امتنانها وتقديرها لجامعة صاغت معرفتها وشخصيتها. “أينما ذهبت، أحضر خبرات الجامعة معي، لأنني فخورة بأن أكون خريجة الجامعة الأميركية في بيروت.”
وقد انتهى الاحتفال بالتقاط صورة جماعية للخريجين على الدرج، عند البوابة الرئيسية للجامعة، وتلاها حفل استقبال في ساحة الأسمبلي هول، ثم حفلة ساهرة للخريجين على الملعب البيضوي الأخضر، حيث رقص الخريجون مع أصدقائهم وعائلاتهم طوال الليل مستمتعين بالترفيه الحي.
وقد استمرّت أنشطة اجتماع لمّ الشمل للخريجين خلال الأيام التالية، واشتملت على حفل عشاء استمتع فيه أكثر من أربعمئة من الحاضرين بأداء الفنان اللبناني جوزيف عطية في جو لبناني أصيل. واختتمت الاحتفالات مع يوم للعائلات في جزين تم تنظيمه بالتنسيق مع مركز الحفاظ على الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت.