حملة أبو فاعور راجعة: بعد المطاعم دور المصانع الغذائية
الطائر – لبنان:
لم ينس اللبنانيون تلك الحملة التي شنّها وائل أبو فاعور من موقعه كوزير للصحة عام 2015، والتي أدخل من خلالها ثقافة سلامة الغذاء إلى يومياتنا. الحملة التي سطّرت شهادات “مطابق” وغير “مطابق” في حق المطاعم ومحال بيع المواد الغذائية، وعلى رغم تمكّنها إلى حدّ ما في جعل هذه المؤسسات تراعي شروط سلامة الغذاء، خشية وضعها على لوائح أبو فاعور السوداء وفضحها عبر شاشات التلفزة، إلّا أنّها ذهبت معه وكأنّها لم تكن، لتؤكد المؤكد بأنّ الإصلاح في هذا البلد هو نهج فردي اختياري للوزراء ولكل العاملين في الشأن العام، يعود لهم أمر اختياره أو تجاهله تمامًا، حتّى في المسائل التي تعنى بحياة الناس وصحتهم ومأكلهم ومشربهم. أبو فاعور يجّدد اليوم حملته في سلامة الغذاء، وإن بوجه آخر يتناسب والموقع الذي يشغله في وزارة الصناعة. ولهذه الغاية يطلق الإثنين المقبل مشروع “جودة الصناعة وسلامة الغذاء”. ما هو هذا المشروع وما الجدوى منه ؟ وكيف له أن يدعم الصناعة الوطنية وسلامة الغذاء في الوقت نفسه؟
الخبيرة الوطنية في سلامة الغذاء في وزارة الصناعة دانا أبو رسلان البعيني أوضحت في اتصال مع “لبنان 24” هدف هذه الحملة “يهدف المشروع إلى رفع مستوى الصناعة المحلية، من خلال التحقّق من مطابقة المصانع لمعايير سلامة الغذاء، ومنحها ختم الجودة من وزارة الصناعة”.
هدف المشروع ليس عقابيا بحق المخالفين بل تحفيزي، بمعنى أنّ المصنع أو المؤسسة التي تلتزم بمعايير سلامة الغذاء تستفيد من ختم الجودة هذا، فتستخدمه على مصنوعاتها كعلامة على جودة المنتج، ومن خلاله تُظهر مدى تطابق مصنوعاتها مع معايير الجودة وتكسب ثقة المستهلك المحلي، وأيضًا تفتح أمامها أبواب الأسواق الخارجية، الأمر الذي من شأنه أن يساعدها في عملية تسويق بضائعها.
وتضيف ابو رسلان “وزارة الصناعة مهتمة بتوفير مصنوعات غذائية سليمة للمستهلك، وفي نفس الوقت يهمنا أن تستفيد المصانع المتوسطة والصغيرة من ختم الجودة لتفتح أمامها أسواقا محلية وعالمية، كون المصانع الكبيرة قد تكون استحصلت على شهادات عالمية في الجودة، لا قدرة للمصانع الصغيرة على الإستحصال عليها”.
أبو رسلان تشرح آلية العمل “سيقوم فريق بعملية الكشوفات على كلّ مصنع من المصانع المختصّة بالصناعات الغذائية على كل الأراضي اللبنانية، بحيث يطلع أعضاء الفريق أصحاب المصانع على المعايير الواجب توافرها من خلال استمارات معتمدة عالميًا. كما يشرحون كيفية تصويب أيّ خلل قد يتم اكتشافه في المصنع . الكشوفات تتم على مرحلتين، بحيث يتمّ أخذ العينات وإخضاعها للفحوصات المخبرية، وفق نتائج الكشف الأول يُعطى المصنع علامة أو درجة تقييم ، وفي الوقت نفسه يزوّد مراقبو وزارة الصناعة المصانع بإلارشادات اللازمة، لتعمل على تسوية أوضاعها كي يتطابق عملها والمعايير المطلوبة . ثم يصار إلى الكشف مرّة ثانية لمعرفة مدى إلتزام المصانع بالإرشادات، وعندما يحصل المصنع على علامات تتجاوز 80 % من ناحية تطابق المواصفات مع معايير الإستمارة، نأخذ مرة ثانية عينات إلى المختبرات من المنتجات على إختلاف أنواعها، وفي حال كانت العينات مطابقة للمواصفات، يصبح المصنع مؤهّلًا للحصول على شهادة سلامة الغذاء من الوزارة إضافة إلى منحه ختم الجودة “.
عدد مصانع الغذاء
المرخّصة في لبنان حوالي 1500 مصنع،
مقابل عدد محدود من المراقبين في الوزارة. من هنا عمل أبو فاعور على إشراك طلاب
الجامعات في عملية المراقبة “فتمّ إبرام اتفاقيات مع تسع جامعات تدرّس
الاختصاصات المتعلقة بسلامة الغذاء من بينهم الجامعة اللبنانية . وبموجب هذه
الإتفاقية يعاون فريقَ الوزارة طلابُ هذه الجامعات على مستوى الماجستير في
الإختصاصات التي لها علاقة بسلامة الغذاء، بعد تدريبهم وتزويدهم بالخبرات
الضرورية. فيعوّضون النقص في الكادر البشري، وفي الوقت نفسه يكتسبون خبرات ميدانية
قد تفتح لهم فرص عمل في المستقبل”.
العمل سينطلق
بوتيرة مكثّفة، وعند الإنتهاء من الكشوفات الدورية ستقوم وزارة الصناعة بالإعلان عن النتائج وتوزيع شهادات للمصانع المستحقّة “وهذه
الشهادة تعطى لسنة واحدة، وتجدّد سنويًا في حال استمر المصنع بالإلتزام بمعايير
الجودة، وبالتالي الكشوفات ستكون سنوية والمشروع الذي نحن بصدد إطلاقه مستمر ولن
يتوقف”.
إذن أبو فاعور يستنسخ في وزارة الصناعة تجربته في وزارة الصحة، على أمل أن يستنسخ القيّمون على هذا البلد نماذج وزارية مطابقة لمواصفات بناء بلد .
المصدر: موقع ليبانون 24