الجامعة الأميركية في بيروت تستضيف المؤتمر السنوي للجمعية الدولية لطب الأطفال المجتمعي وصحة الطفل
الطائر – لبنان:
بهدف مواجهة التحدّيات التي تواجه الأطفال في النزاعات المسلحة، استضافت كلية العلوم الصحية ودائرة طب الأطفال والمراهقين في الجامعة الأميركية في بيروت(AUB) المؤتمر السنوي للجمعية الدولية لطب الأطفال المجتمعي وصحة الطفل.
وقد عُقد المؤتمر بالتعاون مع الجمعية الدولية لمنع سوء معاملة الأطفال وإهمالهم والجمعية الدولية لطب الأطفال والجمعية الدولية لطب الأطفال، وحضره حوالي 200 من المهنيين والممارسين الصحيين من جميع أنحاء العالم.
وتخلل المؤتمر خطب وعروض لأكثر من سبعين خبيرًا وباحثًا وممثلاً لمنظمات دولية وحكومية وغير حكومية من مختلف المجالات بما في ذلك الصحة العامة وطب الأطفال والتعليم والبحث والصحة العقلية والعمل الإنساني. وخلال ثلاثة أيام، تبادل المتحدثون خبراتهم ورؤاهم حول مواضيع خمسة أساسية: فهم آثار النزاع المسلح على الأطفال، المقاربة القائمة على حقوق الطفل لإنهاء العنف ضد الأطفال، إجراء البحوث في مناطق النزاع: التحديات والأساليب والأخلاقيات، النظم والتعليم والمناصرة، وإشراك أطباء الأطفال في الاستجابة العالمية لتأثير العنف والنزاع المسلح على الأطفال.
في كلمته الافتتاحية، شدّد رئيس الجمعية الدولية لطب الأطفال المجتمعي وصحة الطفل الدكتور جفري غولدهاغن على أهمية هذا المؤتمر الذي يتميز بشكل خاص بالخلفيات المتنوعة للمشاركين فيه. وقال: “من المهم للغاية أن يتعلم اختصاصيو صحة الطفل، بالتعاون مع المناصرين الآخرين للأطفال، كيفية النهوض بحقوق وصحة وعافية هؤلاء الأطفال وعائلاتهم. لم يحدث في أي وقت مضى في التاريخ الحديث أن تعرض الأطفال للصراع المسلح والعنف إلى الحد الذي نراه اليوم في جميع أنحاء العالم. وإذا كنا نحن، كمحترفين صحيين، لا نستجيب لهذه التحديات، فمن الذي سيفعل؟ ومتى؟” وشدّد الدكتور غولدهاغن على ضرورة الخروج من هذا المؤتمر بمُخرجات واقعية وملموسة سيكون لها تأثير على حياة الأطفال وعافيتهم.
الدكتور إيمان نويهض، عميد كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت، تكلم عن أهمية استضافة هذا المؤتمر في لبنان، البلد الذي يستضيف حالياً أكثر من مليون ونصف لاجئ سوري وفلسطيني وعراقي، نصفهم من الأطفال. وقال: “واحد من كل أربعة أشخاص في جميع أنحاء العالم يعيشون في منطقة تتأثّر بالصراع”، مؤكداً على الحاجة إلى استجابة عالمية متعددة الأبعاد، تشمل الأكاديميين والممارسين والباحثين والمنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية.
وأضاف العميد نويهض: “نحن في كلية العلوم الصحية ملتزمون بمهمة قيادة الصوت الأكاديمي والمحرّك من أجل السلام والإنصاف والعدالة والصحة الأفضل في المنطقة العربية وما بعدها”. كما أشار العميد نويهض إلى المبادرات الأكاديمية التي أطلقتها الكلية بهدف تحقيق هذه المهمة وتحقيق المزيد من الانخراط في الاستجابة للصراع. وقال أن لجنة الجامعة الأميركية في بيروت – لانست الخاصة بسوريا، ودورة الهندسة الإنسانية، وشهادة الصحة العامة في حالات الصراع والأزمات المزمنة، هي أمثلة على هذه المبادرات التي تقودها الكلية.
الدكتور ميغيل عبود، رئيس دائرة طب الأطفال في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت(AUBMC) ، شدّد على الحاجة إلى التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع العام والمنظمات غير الحكومية. ووصف العديد من المبادرات الانسانية التي تقودها دائرة طب الأطفال لصالح الأطفال اللبنانيين واللاجئين، بدعم فعّال من إدارة الجامعة الأميركية في بيروت وعميد كلية الطب فيها الدكتور محمد الصايغ. وقد تم استعراض العديد من هذه المبادرات بالتفصيل خلال الجلسات العامة للمؤتمر.
وخلال العروض التقديمية وحلقات النقاش، تبادل الخبراء والمهنيون خبراتهم الخاصة، واستكشفوا مجالات التعاون بهدف الدفاع عن صحة الطفل وعافيته، وتطوير استجابات عالمية مصمّمة لتلبية احتياجات الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح.
وفي نهاية هذا المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام، وبعد جلسات مكثفة، خرج المشاركون بمجموعة من التوصيات وخطط العمل. ومن خلال هذه التوصيات، حدّد المشاركون التدابير والممارسات الناجحة وآليات التنسيق لتمكين أصحاب الشأن في مجال الصحة، ولا سيما المنظمات والحكومات والمهنيين، من الوفاء بمسؤولياتهم وقيادة مبادرات فعالة للتغلب على التحديات التي تعترضهم في ممارسة مهمّاتهم، وضمان حماية الأطفال أثناء النزاع المسلح، وكذلك المتابعة والانتعاش بعد انتهاء الصراع.