مهرجان الأفلام اللبنانية في كندا بنسخته الرابعة يهدف لنشر الثقافة الفنية اللبنانية.
الطائر – كندا:
تحت شعار “كما نبني وطننا بالحجر يمكننا أن نبنيه بالفن والسينما”، انطلق في الواحد والثلاثين من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، مهرجان الأفلام اللبنانية في كندا بنسخته الرابعة على التوالي في مونتريال، كتحية قلبية خاصة من كندا إلى بيروت، وذلك افتراضيًا بسبب جائحة كورونا، التي فرضت قيودها على قطاعات العالم أجمع ودون أي استثناء يذكر.
ويساهم نقل المهرجان عبر الإنترنت، والذي يستمر حتى العاشر من شهر تشرين الثاني الجاري (نوفمبر)، في توفير بيئة آمنة لمحبي السينما اللبنانية لمشاهدة سلسلة أفلام ناطقة بلغتهم الأم، تحمل ثقافتهم على تنوّعها من جهة، وتلقي الضوء على أهم التجارب الفنية المميّزة من جهة أخرى، بالإضافة إلى ما يحمله من تشجيع للمواهب والمهارات والتي من شأنها أن تخلق جسورًا ثقافية، فكرية، إنتاجية ما بين أبناء لبنان المغتربين منهم والمقيمين.
ولان للمهرجان هذا العام حلة جديدة ولونًا آخر من ألوان الجمال الحامل في مكنوناته أعمالًا فنية رائدة كعادته، هدفها تحقيق حلقة تواصل دائمة ما بين صنّاع الأفلام والجيل الجديد، كان لـ”المنبّه” وقفة خاصة مع أحد مؤسسي ورئيسة مهرجان الأفلام اللبنانية في كندا هاي لاف حدشيتي، لإلقاء الضوء على هذا الحدث الهام والذي بات قبلة أنظار محبي السينما والأفلام الجديدة.
بالإجابة عن أهمية المشروع بالنسبة إليها قالت حدشيني: ” من واجبنا كلبنانيين منتشرين في بلاد الاغتراب الإضاءة على أهمّ التجارب المتميّزة في بلدنا الأم بهدف إثرائها وتشجيع المواهب والمهارات وخلق فرص للحوار في ما بين المشاركين.”
وأضافت: “سنة كاملة يحتاجها الإعداد لاطلاق المهرجان بحلته الملفتة. وعلى الرغم من التعب الذي نتكبّده في سبيل إنجاح هذا العمل الذي نهدف من خلاله لنشر الثقافة اللبنانية والأعمال السينمائية الراقية التي تليق بشعبنا ووطننا، ترانا في قمة السعادة لأننا استطعنا وبكل فخر، أن نكون الواجهة المشرقة بين الجاليات لدقة أعمالنا وتفانينا لإنجاحها.”
وعن بدايات المهرجان وتطوراته والمنحى الذي اتخذه مؤسسوه في اطلاقه، أجابت حدشيتي: “جاءت فكرة المهرجان بعد جهد مضن في البحث عن فكرة جديدة مبتكرة تؤسس لانطلاقة حدث فني نفتقده في جاليتنا في كندا. ولما كنت امتلك الخبرة الوافية في عالم الإخراج الواسع حملتها معي من لبنان، قرّرت ومن خلال شبكة العلاقات الواسعة التي حظيت بها على مرّ السنوات في كندا، أن أعمل على تحقيق حلم لطالما راودني برفع اسم بلادي عاليًا والتميز بعمل فني جديد وفريد، فكان مشروع مهرجان الأفلام اللبنانية الذي التقيت على اطلاقه مع شركاء لديهم شغف السينما والأفلام اللبنانية، فانطلقنا. وبعد دراسة معمقة لحاجيات الجالية الثقافية من جهة والإفادة من زيارة سام لحود لكندا وهو أحد مؤسسي المهرجان وواضع برامجه، من جهة اخرى، للتخطيط لاطلاق مشروعنا في العام 2017 والذي أبصر النور فعليًا في العام الذي تلاه، ولمّا يزل حتى يومنا هذا.”
وأضافت حدشيتي: “عرّاب مهرجاننا الأول كان الفنان الرائع جورج خبّاز، الذي أضفى حضوره ولقاءاته ومحاضراته القيمة جوًا لطيفًا وغنيًا استساغه الحضور المشارك في كندا. وكرّت السبّحة مع فنانين آخرين كل في مجاله، تحدثوا عن تجاربهم ونجاحاتهم واخفاقاتهم، ما ساهم في نشرثقافة المهرجان من بقعته المرسومة في مونتريال وأوتاوا إلى هاليفاكس، تورنتو وفانكوفر.”
وفي سؤال حول جديد هذا العام قالت: “هذا العام، الوضع طبعًا مختلف، فالعرض تقرّر أن يكون عن بعد بسبب كوفيد 19، وضيوفنا سنستمتع بالحديث معهم ومناقشتهم أيضًا عن بعد، وبدل أن ننطلق إلى كل مقاطعة على حدة، سيكون بإمكان كل محبّي الأفلام في كل كندا مشاهدة المهرجان في نفس الوقت. وهذا العام سنفتقد حدث “السجادة الحمراء” واللقاءات الموسّعة مع الفنانين وإن كنا نحرص في لقاءات الـ “عن بعد” على الحفاظ على روحية النقاشات المتعلقة بهواجس الخريجين الجدد والإفادة من خبرات الفنانين المشاركين.”
وعن الفنانين والأفلام المشاركة لهذا العام تقول: “المخرج القدير فيليب عرقتنجي هو ضيف الشرف لهذا العام، والفنانون المشاركون هم بديع أبو شقرا، ندى أبو فرحات، باميلا الكيك، رولا بقسماتي وألين لحود من لبنان، الدكتورة مي التلمساني والدكتور سامي عون ومخرجون شباب من كندا. أما الأفلام المشاركة فهي “بالصدفة – إسمعي – تحت القصف – البوسطة”، بالإضافة إلى أكثر من عشرين فيلمًا مشاركًا، في غالبيتها لخريجين جدد على الساحة الفنية من واجبنا مساعدتهم ليخطوا خطواتهم بثبات وثقة بالنفس في عالم تسود ه المنافسات الدائمة.”
وحول كيفية اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان أوضحت الرئيسة حدشيتي: “أن الاختيار يتمّ وفق نخبة النخب في الساحة الفنية والتي تليق بالمستوى الثقافي الذي يليق بلبنان، كما وأننا نختار “أفضل فيلم” من ضمن الأفلام المشاركة والذي يكرّم بجائزة خاصة من إدارة المهرجان.”
وختمت: “نشكر الله على نجاح عملنا هذا والذي حققناه بتعاوننا وحبنا لما نقوم به، هذا النجاح الذي ساهم بدعوة الجامعات لنا للحديث عن المهرجان والسينما اللبنانية وبالتالي نشر ثقافتنا وفنوننا في كندا وهو وسام رفيع على صدورنا سنبقى نعتزّ به إلى الأبد.”
المصدر: موقع المنبه – كندا