الطائر – لبنان:
الفنانة الراقية ليال نعمة، ولدت وفي فمها ملعقة من نغم وفن. شخصية مميزة مثقفة، تجمع كل صفات المرأة الحالمة التي تناضل من أجل تحقيق ذاتها وفنها، التي أحبَّت ونشأت عليه منذ الصغر، كأنها خُلقت لتزرع الفرح لمن حولها، سيما ومجمل عائلتها يعشقون الفن، ويمارسونه. تضج حيوية ونشاطًا وتعيش أماني وطموحات متسلحة بالعلم والمعرفة في كافة جوانب الحياة التي أختبرتها من خلال الشهادات العُليا والإختصاصات التي حصلت عليها، إضافة لتنقلها في العديد من المراكز المهنية الإدارية والاعلامية، ودراستها الموسيقية المعمّقة، وصوتها الرخيم، حيث تؤدي كل أنواع وألوان الغناء العربي واللبناني، ما أهلها دخول معترك الفن من بابه الواسع.
أسرة “موقع مجلة كواليس”، كان لها لقاء وحديث بحضور الأستاذ سمير قزي حيث تناولنا معها مسيرتها الفنية من كافة جوانبها، فقالت:
أنا من بلدة تنورين، ومن عائلة فنّية ملتزمة بوطنيتها وأصالتها. موهبتي موروثة عن والدي الذي يهوى الطرب والعزف على العود، وتأثرنا بهذا الجو أنا وأشقائي وشقيقاتي بدءًا من عبير، منال، إيلي، جورج، جاد، غادة، نسرين وزياد، غناءً وتلحينًا.
كلنا درسنا العلوم الموسيقية في جامعة الروح القدس وفي المعهد الموسيقي العالي. وقد جمعتنا عدة أمسيات موسيقية غنائية وهي الأحب على قلبي كوننا نعيش انسجامًا فنيًّا وعائليًّا كاملاً.
مثلما يتأثر كل طالب علمٍ برواد العلم الذي يطلبه، كان من الطبيعي ان نتأثر بكبار الموسيقين والمغنين الذين صنعوا العصر الذهبي للموسيقى العربية واللبنانية مثل: الرحابنة، محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، فيروز، وديع الصافي، صباح، زكي ناصيف، اسمهان، صباح فخري، ناظم غزالي، روميو لحود، نصري شمس الدين، وإيلي شويري الدين وغيرهم…
لقد قدمت عدة أمسيات غنائية في لبنان والخارج لكن لم اتفرغ سابقًا للموسيقى لإنشغالاتي المهنية التي حدّت في مرحلة من نشاطي الفني.
عملت فترة في الاعلام في محطة تيلي لوميار ونور سات، وبعدها قدمت برنامجًا فنيًّا على الشبكة التركية TRT العربية في اسطنبول وانتقلت إلى الاعمال الإدارية في مؤسسة أكاديمية جامعية وفي مؤسسات ادارية أخرى.
كل ذلك راكم لدي خبرات التواصل مع الآخرين وأراه اضافة في مجالي الفني.
في العام 2015، كانت لي أول تجربة لأغنية خاصة باللغة السريانية بعنوان: “أنا آرامية” فلاقت استحساناً كبيرًا ما دفعني الى إصدار CD كامل في هذه السنة باللغة السريانية يتضمن عدة أنماط من الغناء السرياني منها أغاني عاطفية ورومانسية وغيرها. فهذه اللغة تعني لي الكثير لجمالها وطريقة إدائها.
في العام 2017، كان لي حفلًا موسيقيًا كاملاً تضمن عدة أغاني خاصة. كلمات الأغاني كانت للشاعر غسان مطر وللشاعرة نادين نصار والألحان كانت لإليو كلاسي وايدي جزرة.
ولقد كان لي حظوة التعامل مع الإعلامي والشاعر زاهي وهبي في السنة الماضية. لحنت من كلماته “أرى بلادي”، تعا يا بكرا” “إلهي” كما اننا في صدد تحضير اعمال فنية أخرى.
شخصيًا لا أستسلم لأي حدث وإن كان يؤثر بعض الشيء على العامل النفسي والفكري ويحد من الاحلام. في مرحلة الكورونا والحجر كتبت كلمات أغنية “رح نرجع” ولحنها شقيقي جورج وقام كل أفراد العائلة بغنائها، فلاقت صدًا إيجابيًا جدًا وهذا ما يدل على تأثير الموسيقى الإيجابي على الناس.
ومؤخرًا قدمت أغنية “الوطن” من كلماتي ولحن “وسيم ربيع”، وقريبًا سأصدر أغنية من كلمات الإعلامي رمزي عزام، ومن ألحاني.
هناك جمود عالمي في معظم الأعمال والإنتاج الفني. الهّم الأول هو الخلاص من هذا الوباء المستشري الذي أجتاح الكرة الأرضية. يضاف اليه الوضع الصعب جدًا في لبنان، لكن رغم كل شيء سنبقى نُغَّني للحب والفرح، ونقدم مستوى راقٍ من الفن الجميل.
وأراهن ان الجدية ومستوى الاعمال الفنية لا بد ان تلاقي ما تستحق ولو بعد حين لأن الفن رسالة قبل أن يكون مهنة. أسعى إلى تحقيق أحلامي أكثر مما أسعى إلى الشهرة، فإنها بالنسبة لي هي نتيجة وليست هدفًا بحد ذاتها.
مع الأمل بأن ينهض لبنان من أزمته وان تعود الظروف مؤاتية لتحقيق احلامنا وآمالنا.
المصدر: حوار الاستاذ فؤاد رمضان – مجلة كواليس