الفنانة عايدة صبرا: هجرتي إلى كندا بدافع العيش بكرامة وسلام
وقلبي مع من بقي في لبناننا الغالي
الطائر – كندا
المصدر: موقع المنبه – كندا
تركت لبنانها بعد أن ضاقت سبل العيش فيه واختارت بلد “الست نجاح” كندا للعيش على أراضيه هي التي حملت هموم مواطنيها وهواجسهم في اعمالها طوال ثلاثة عقود من الزمن كما وزّعت الفرح وقدّمت الدعم الكامل لطلابها في الجامعة كما أغنت المسرح بأعمالها الهادفة والمتنوعة.
عايدة صبرا، إسم يعرفه كل عشاق الفن الأصيل إلتحقت بأولادها إلى ربوع البرد والثلج القارس بحثًا عن فرصة أمل جديدة لعلّ وعسى تتضمن إحدى عناوينها زيارات ودية أو فنية لبلدها الأم لبنان بعد زوال غيمته السوداء الثقيلة.
لم تتردد لحظة واحدة ولم تخف من ترك رصيد ذهبي بحجم أرصدة كبار الفنانين، فأغلقت صفحة فيها الكثير من القلق والخوف لتفتح مكانها صفحة بيضاء فيها من الأمل ما ينعش القلب ويضمن حياة كريمة وشيخوخة مصانة في ظل الأزمات المتلاحقة التي يتكبدها لبنان وانتقلت إلى كندا التي تحمل جنسيتها للعيش وزوجها مع ولديهما اللذين يدرسان في جامعاتها فَيُلَمْ شمل العائلة وتكمل مسيرة لطالما تعبت لترسيخ دعائمها أينما حلّت. عن خيار النقلة النوعية هذه تقول صبرا لموقعنا الذي خصّته بهذا اللقاء الهادف “ليست المرة الأولى التي أهاجر فيها إلى كندا، لكن هذه المرة الظروف أصعب وأكبر، زوجي عاطل عن العمل منذ ما يقارب الثلاث سنوات، وأنا وكما هي العادة معي، يمكنني ان أنتج أعمالي لوحدي، واينما كنت ،لذا كان خيار الهجرة، على أمل عيش حياة فيها من السلامة والامان ما يؤكد وجوديتنا كبشر، وبالتالي يمكننا حيث نحن مد يد العون للمساعدة أكثر مما لو كنا في لبنان. وأضافت: “في كندا، الإنسان محترم، والخيارات واسعة وشاملة ناهيك عن البرامج المستجدة لدعم الأعمال على تنوعها، وبالتالي نستطيع العيش بسلام وإن كان التعاطف على من بقي في بلادنا يرافقنا ويتعبنا كثيرا”.
وعمّا إذا كانت أخذت حقّها في لبنان هي التي تتمتع بكفاءة فنية عالية، أجابت: “حقّي أخذته من الناس فقط، وفي هذه المناسبة أود أن أخص بالشكر المخرج ايلي حبيب صاحب الفضل الكبير علي في مجال الدراما، لأنه يعرف كيف ومتى يسند لي الأدوار المناسبة دون أن يخضع للاءات من أحد”.
أما بالنسبة إلى المسرح، فأنا أنتج أعمالي بنفسي من خلال القيام بورشات عمل تدريبية أجمع من خلالها المال لأنتج أعمالي المسرحية والتي أتشارك فيها مع طلابي في الجامعة خصوصًا وأن الدعم في لبنان مرهون بناس وناس.
سألناها عن عملها الفني الجديد في كندا أجابت صبرا: “لقد فتحت أمامي شخصية “الست نجاح” الأبواب ليتسنّى للكتّاب والممثلين التعرف على أعمالي بشكل جيد، وقد صادف في إحدى المرات أن قدمت ورشة عمل لفرقة فنية كندية هي نفسها أعدت الإتصال بها فور عودتي إلى كندا هذا العام، ولما كانوا بصدد التحضير لعمل فني جديد من كتابة اللبنانية هدى عدرا، طلبوا مني إجراء كاستينغ عبر تطبيق زوم، وتم الإتفاق على الدور الذي ألعبه اليوم.
وعن هذا الدور تقول: “تحاكي المسرحية التنوع الثقافي الموجود في مونتريال، فالعمل يتحدث عن أربع شخصيات كل منها يحمل ثقافة مختلفة عن الأخرى، يتحدثون عن معاناتهم في بلادهم الجديدة ونظرتهم للمدينة ويتلخّص دوري بإحدى هذه الشخصيات وهي ا لأكبر سنًا سماتها من سمات الأرض التي تحدد وتفصل بين الاشياء”.
وأضافت: “الدور جميل جدًا والنص فيه من الجنون ما يلفت المشاهد لأنه لا ينتمي إلى النصوص التقليدية بشيء كما أن الإخراج مركّب على شكل “بازل” جذاب، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكاتبة هدى لا تمتهن الكتابة المسرحية، فهي ليست بمحترفة، وهذا ما أعجبني في الموضوع تلك المروحة الواسعة من الأفكار، وهنا تكمن الصعوبة في التمثيل”.
وعما إذا وجدت صعوبة في لغة دورها البعيدة عن لغتها الأم أجابت: “تعتمد المسرحية اللغة الفرنسية والتي أجيدها بشكل جيد، أما الصعوبة فكانت مع اللغة الإنكليزية والتي تحسنت مع الوقت والدرس”.
سألنا صبرا عن مشاريعها المستقبلية في كندا أجابت: “أود أولًا أن أتعرّف بشكل جيد على البلد،على فنّه، مسارحه، وتفاصيل المهنة الأحبّ على قلبي ومن ثم سأتفرغ لورش العمل وإ من ثم انشاء مسرحي الخاص. وفي المناسبة أود أن أقول، أنني سبق وبدأت العمل عل كتابة نص مسرحي مع المخرجة رانيا الحلو، نتناول فيها بعضًا من جوانب الست نجاح التي حظيت بتفاعل الجمهور بشكل كبير جدًا، غير أن جائحة كورونا جمدت كل مشاريع العالم حتى لا نقول أوقفتها”.
كلمة أخيرة وجّهتها عايدة صبرا لموقع المنبه متمنية النجاح الدائم والإستمرارية في العطاء، في ما الست نجاح وكعادتها انتقدت الواقع المر على أمل حلاوته في القريب العاجل.
المصدر: almounabbeh.com