الطائر – لبنان
اتفق زعماء 26 دولة أفريقية على تكوين أكبر تجمّع اقتصادي للتجارة الحرة في أفريقيا، يمتد من كيب تاون جنوباً إلى القاهرة شمالاً.
تهدف الوثيقة، التي وُقعت في مدينة شرم الشيخ المصرية، إلى تسهيل حركة السلع في الدول الأعضاء التي تشكل أكثر من نصف الناتج القومي للقارة.
وسيجري دمج 3 كيانات اقتصادية أفريقية ضمن كيان واحد شامل يضمُّ أكثر من 600 مليون شخص. وتلك الكيانات هي مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (SADC)، مجموعة شرق أفريقيا (EAC) والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا الكوميسا (Comesa).
وقال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم إنَّ أفريقيا تمضي قدماً نحو المستقبل من خلال إبرام هذا الإتفاق.
ويمثل ذلك الإتفاق ثمرة للأفكار التي تردّدت لأكثر من قرن من الزمان حول ربط القارة بالكامل من كيب تاون إلى القاهرة. ويمكن أن تكون تلك خطوة مهمة للقارة التي شهدت في السنوات الأخيرة معدّلات تنمية تصل إلى 5%.
ويُسمّى الاتفاق الجديد باسم الاتفاق الثلاثي لمنطقة التجارة الحرة “تفتا TFTA”، وسيتم الاعلان الرسمي عنه في القمة الأفريقية المقرر عقدها خلال أيام في جنوب أفريقيا.
ويقول الأكاديمي الكيني كالستوس جوما أنَّ ذلك التحرك “مثير للغاية” للقارة، لأنَّ الإتفاق، عند تطبيقه، سيرفع التجارة البينية في القارة من 12% إلى 30%. وأضاف “عند وجود أسواق سيتوفر إمكان تصنيع منتجات بتكلفة أكثر فاعلية وربحية. فعلى سبيل المثال لا يمكنك استثمار 200 مليون دولار لإنشاء مصنع أدوية عندما تكون ستبيع انتاجه في دولة واحدة.”
ويتطلب إقرار الاتفاق موافقة برلمانات الدول المشتركة عليها. ويرى محللون أنَّ قراءة التفاصيل قد تثير مشكلات لبعض الدول. فاقتصادات بعض الدول صغيرة ولا تنتج سوى عدداً محدوداً من السلع القابلة للتصدير. ودخول تلك الدول في منطقة تجارة حرة تتنافس فيها مع اقتصادات أكبر يمكن أن يشكل تهديداً لها.
ورغم ذلك، فإنَّ ذلك الاتفاق، إذا طُبِّق خلال فترة زمنية معقولة وتوفرت الإرادة السياسية للعمل به، فيمكن أن يمثل بداية تجارة حقيقية.
والدول المشاركة هي مصر، ليبيا، السودان، جنوب أفريقيا، وليسوتو، وناميبيا، وبتسوانا، وموزمبيق، وسوازيلاند، وزمبابوي، وزامبيا، وأنغولا، ومدغشقر، وسيشل، وموريشيوس، ومالاوي، وجزر القمر، وتنزانيا، وبوروندي، ورواندا، وأوغندا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، واثيوبيا، واريتريا.
المصدر: جريدة النهار
