الطائر – لبنان:
النقيب محمد البعلبكي هو الذي أمضى حياته في خدمة الإعلام المكتوب، وثلاثة عقود ونيّف نقيباً للصحافة اللبنانية، ما بين عامَي 1982 و2015.
لقد كان النقيب الراحل رائداً من روّاد الكلمة في لبنان، جاعلاً منها شعلة للحقّ العربي في أرضه وسمائه. فبات أحد رموز الوطنية والقومية ومصدر إلهام لأجيال. واليوم نذكره في ذكرى وفاته، إذ يغيب بالجسد، فإن ذكراه تبقى حيّة، في وقت نحتاج فيه إلى تأكيد الانتماء إلى وجداننا وترابط امتدادنا الحضاري، ليبقى لإعلامنا وقع الصوت وفعل الكلمة. عزاؤنا أنّ حضوره باقٍ في ضمير صحافتنا.
محمد بعلبكي برحيله خسر لبنان قامة وطنية كبيرة من بلادي نقيب الصحافة والفصاحة، المدافع عن حرّية الكلمة، الحريص على الوحدة الوطنية، صاحب البصمة الوطنية الدائمة والمميزة في مجال الكلمة والصحافة والإعلام، الحريص على صون الافكار وتعدّدها، والمدافع عن ممارسة الديمقراطية.
النقيب محمد بعلبكي صاحب المنبر الوطنيّ الحرّ، خصّص منبره وقلمه من أجل احترام الآراء كافة والكلمة الحرّة. كان دؤوباً على تعزيز سبل الدفاع عن الحقوق العربية ومقاومة كل اشكال الاحتلال، منتصراً لحقوق الفلسطينيين والمقهورين والضعفاء في كلّ زمان ومكان على الدوام.
بذكرى وفاة النقيب محمد البعلبكي يفتقد لبنان كما تفتقد المنابر والكلمات علماً من أعلام الثقافة والأدب والالتزام بالخطّ الوطني، وعدد من الصفات التي أضفت على الصحافة في لبنان الكثير من القيم التي نعتزّ بها.
عرفته عن قرب، بشخصه، بقيمه، بمقاصديته، بأزهريّته، بصداقته واخوته للمفكر الراحل الدكتور حسن صعب اللذان كانا مؤمنين بجمالية التلاقي وسماوية القيم التي تتشاركها الإنسانية وتتقاسمها الحضارات.
لم يسلّما نفسهما يوماً للانتقام ولا للاستسلام! كانا نصيرا الجهاد والاجتهاد!..
عاصر النقيب تاريخ لبنان بكل مراحله، بآلامه وآماله، بمخاطره وأمانه، بقوته وضعفه، بسيادته ومصادرة قراره، فكان في كل ظرف قامة في خدمة الوحدة الوطنية فكم نحن بحاجة لأمثاله اليوم.
محمّد البعلبكي، في ذكراه الرابعة، فقدته الصحافة، فقدته السيادة، فقده لبنان!!! عاش لبنان!
مؤسسة حسن صعب للدراسات والأبحاث
محمد ع. درويش