الوفد الاقتصادي اللبناني بحث مع مسؤولين جزائريين سبل تنمية التعاون بين القطاع الخاص وخلق شراكات عمل بينهما
استهل الوفد الاقتصادي اللبناني برئاسة رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير الذي يزور الجزائر، نشاطاته بلقاء مع رئيس الكونفدرالية العامة لرجال الاعمال في الجزائر حبيب يوسفي، حيث تم البحث في سبل تنمية التعاون بين القطاع الخاص وخلق شراكات عمل بينهما.
وضم الوفد الى شقير، رئيس اتحاد رجال اعمال البحر المتوسط جاك الصراف، النائب السابق سليم دياب، رئيس غرفة التجارة الدولية – بيروت وجيه البزري، الرئيس الاسبق لنقابة المهندسين بلال علايلي، خليل العرب، عضو مجلس ادارة غرفة بيروت وجبل لبنان وسام عريس، فايز مكوك، زياد منلا ومروان صيداني.
وفي اللقاء مع يوسفي، اكد شقير اهتمام القطاع الخاص اللبناني بتعزيز التعاون مع نظيره في الجزائر، وقال: “هناك الكثير من الفرص المتاحة والقطاعات الواعدة التي يمكن العمل عليها بشكل مشترك ان كان في الجزائر او في لبنان”، مشيرا الى “ان القطاع الخاص اللبناني يتمتع بخبرات كبيرة في الكثير من المجالات، والتعاون المشترك القائم حاليا والنتائج الايجابية التي حققها يشكل ارضية صلبة لتنميته وتوسعيه”.
أما يوسفي فاكد اهتمامه الشديد “بزيادة التعاون مع القطاع الخاص اللبناني الذي اثبت نجاحا كبيرا في الجزائر”، مشيرا الى “ارتياح رجال الاعمال الجزائريين بالتعامل مع نظرائهم اللبنانيين”، وابدى استعداده “لاتخاذ كل الخطوات التي من شأنها تطوير التعاون المشترك في مختلف القطاعات”.
ملتقى اتحاد رجال اعمال المتوسط
ثم شارك الوفد اللبناني في الملتقى الاقتصادي الذي ينظمه اتحاد رجال اعمال المتوسط (BUSINESSMED) برئاسة جاك الصراف والكونفدرالية العامة لرجال الاعمال في الجزائر، بعنوان “تعزيز فرص الاعمال في الجزائر”.
يوسفي
بداية، القى يوسفي كلمة في افتتاح الملتقى رحب فيها بالوفود المشاركة، وأكد “ان الجزائر تتمتع باقتصاد متنوع وبمزايا تفاضلية كبيرة ان كان على مستوى التشريعات واليد العاملة والموارد الطبيعية، إضافة الى المشاريع الضخمة المطروحة في مجال البنية التحتية، والقطاعات المختلفة الواعدة”، داعيا القطاع الخاص في المتوسط “للمشاركة بفعالية في هذه الورشة”.
الصراف
والقى الصراف كلمة تحدث فيها عن الظروف الصعبة التي تمر فيها منطقة الشرق الاوسط ومنطقة جنوب المتوسط، وقال: “من البديهي ان هذه الظروف غير مشجعة للاعمال والاستثمار، لكن من جهتي أنا متأكد انه في هذه الأوقات الصعبة يجب علينا أن نعزز تعاوننا، وان نعزز مبادرات القطاع الخاص والاستفادة القصوى من الاتفاقات القائمة والاستثمار في بلادنا وليس في أي مكان آخر”، مضيفا “في مكان آخر لا نتشارك ثقافة الأعمال نفسها، كما انه لا تزال الضرائب والقواعد من العقبات الهامة لتنمية مجتمعاتنا”، مؤكدا “الحاجة إلى استثمار أفضل في بلدنا أنه لا يوجد مكان يمكن الذهاب اليه”، ومشددا في الوقت نفسه على “أن مبادرات القطاع الخاص هي الوحيدة القادرة على ان تكون محركا للنمو”.
وقال: “منذ اتفاقية برشلونة في عام 1995، من بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ودول البحر المتوسط بما فيها الجزائر، نرى أن القطاع الخاص الجزائري لم يستفد كثيرا من الاتفاقات المختلفة التي كانت تهدف إلى جعل كل دول البحر الأبيض المتوسط منطقة مشتركة يسودها الاستقرار والازدهار من خلال تعزيز الشراكة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والثقافية والبشرية”.
ورأى ان “الاتفاقات لم تعد قادرة على البقاء تركز على القطاع العام، لأنه في واقع الأمر القطاع الخاص هو الذي يشكل المحرك الأساسي للنمو والاستقرار وخلق فرص العمل”، داعيا “للتعاون بين اتحاد رجال اعمال المتوسط والكونفدرالية العامة لرجال الاعمال في الجزائر لتحديد التحسينات التي نحن بحاجة اليها كي تكون هذه الاتفاقيات بخدمة مصلحة القطاع الخاص الجزائري” داعيا الى “تعزيز علاقات الشراكة مع العالم العربي الذي يبقى مصدرا استثماريا كبيرا”، مشيرا الى انه “يوجد في المؤتمر اليوم رجال اعمال لبنانيين الذي يمكن من خلالهم خلق شراكات عمل مع الدول العربية وباقي الدول الافريقية”.
ولفت الصراف الى “ان لبنان الغى العديد من الحواجز أمام دخول الاستثمارات والمنتجات وفي الواقع، كما ان الجزائر تتمتع ببيئة اقتصادية مواتية، موقع جغرافي استراتيجي، واقتصاد سوق، وانفتاح على الاقتصاد الدولي وكذلك قربها من أسواق الاتحاد الأوروبي، فضلا عن تحسين التشريعات الضريبية وتحفيز الاستثمار”.
وقال: “نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن القطاع الخاص له دور حيوي في تشكيل مستقبل منطقة البحر المتوسط”، لافتا الى انه “لتحسين وتسريع وتعزيز العلاقات بين الشمال والجنوب، وخاصة في ما بين بلدان جنوب المتوسط، لا بد من:اعتماد أفضل الممارسات الاقتصادية والاجتماعية، تحسين ظروف العمل في الممارسة والقانون، ضمان قدر أكبر من توحيد ظروف التشغيل وتحقيق المزيد من الانفتاح الاقتصادي”.
شقير
والقى شقير كلمة في حفل الافتتاح، اعرب فيها عن سروره للمشاركة في هذا الملتقى، مؤكدا “ان القطاع الخاص اللبناني يولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون مع نظيره الجزائري ان كان في لبنان او الجزائر او الخارج، كما أكد ان رجال الاعمال اللبنانيين يعبرون عن ارتياحهم في العمل في هذا البلد الشقيق استنادا الى العلاقات الوثيقة واللغة المشتركة والوجود المشترك في المنطقة الحرة العربية الكبرى”.
ولفت الى انه “حتى اليوم الاستثمارات الخارجية في الجزائر تناولت الخصخصة، وآن الاوان كي تتوسع الى قطاعات جديدة مثل الصناعات المتطورة والطاقة البديلة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها”.
وقال: “اليوم يوجد في هذا الاجتماع اتحاد رجال اعمال المتوسط واتحاد غرف المتوسط ومكوناتهما غرفة الجزائر وكونفدرالية رجال الاعمال في الجزائر، اللذين عليهما دور باعلام السلطة في هذا البلد عن حاجات المستثمر اقتراح الاجراءات الآيلة لتحسين ظروف الاستثمار وجذب المستثمرين”.
واكد شقير “ان لبنان والجزائر يجب ان يسعيا لزيادة ما امكن علاقتهما التجارية والتعاون بين رجال الاعمال في البلدين”، داعيا السلطات في البلدين الى “اعطاء تأشيرات طويلة الاجل لرجال الاعمال اللبنانيين والجزائريين”.
وكان شقير والصراف شاركا في افتتاح الجمعية العامة لكونفدرالية رجال الاعمال في الجزائر. وعقدا لقاءات مع عدد من الفعاليات الاقتصادية الجزائرية المشاركة.
المصدر: نقلاً عن الوكالة الوطنية للإعلام.