“ما تقتل الفرحة بالعيد خلي عيونك على الطريق” حملة مشتركة بين الفا وهيئة ادارة السير
الطائر – بيروت:
أطلقت هيئة ادارة السير بالتعاون مع شركة “الفا”، حملة الوقاية الجديدة تحت عنوان: “ما تقتل الفرحة بالعيد… خلي عيونك عالطريق”، في مؤتمر صحافي عقدته في مبنى الهيئة ،وتخلله إعلان الهيئة عن مبادرة غرفة التحكم لليلة رأس السنة “ما تشرب وتسوق… ارجع بالتاكسي مجانا”، والتي نظمتها بالتعاون مع نقابة اصحاب سيارات الاجرة.
حضر اطلاق الحملة ممثل وزير الداخلية والبلديات العميد الياس الخوري، ممثل وزير الاتصالات مستشار الوزير يوسف الحويك، ممثل اللواء ابراهيم بصبوص المقدم جوزف مسلم، المديرة العامة للهيئة هدى سلوم، رئيس مجلس ادارة شركة “الفا” مروان الحايك، نقيب اصحاب سيارات الاجرة شارل ابو حرب، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب.
وتحدث خوري باسم مشنوق، متطرقا الى بعض الاحصاءات لسنتي 2012- 2013، ولافتا الى ان عدد الحوادث تخطى ال5000 حادث سنويا نتج منها 600 قتيلا و6700 جريح. واشار الى توزع النسب بحسب نوعية الحوادث، إذ تصل حوادث السيارات الى 70%، و26% حوادث الدراجات النارية و6% الشاحنات.اما بحسب المحافظات فتحصد محافظة جبل لبنان النسبة الاكبر من الحوادث، اذ وصلت النسبة فيها الى 42%، تليها بيروت بـ15% وتتوزع النسبة المتبقية على بقية المحافظات.
وأوضح ان نسبة القتلى من فئة الشباب التي تراوح اعمارهم بين 15-29 سنة تبلغ 38%، لتصل النسبة الـ26% للفئة العمرية بين 30 -44%، مضيفا ان نسبة القتلى تنقسم بحسب الجنس الى 76% ذكور و23% اناث. وأشار خوري الى ان 38% من القتلى في الحوادث هم من السائقين و22% من الركاب في السيارة و38% من المشاة.
وأكد ان المشنوق “يعمل بصمت لحل هذه المشكلة، لذلك وضع خطة امنية هدفها ينقسم الى شقين: الاول هو الاستقرار الامني، وخصوصا في فترة الاعياد، والثاني يقضي بإثبات وجود القوى الامنية على الارض من خلال انتشار قوى الامن في كل المناطق”.
ولفت الى ان “هذه الفرة تشهد الاستنفار الاقصى للقوى الامنية والتي تنخفض وتيرتها بعد رأس السنة”، مشددا على انها “لن تتوقف، بل ستواكب مع بدء العمل بالغرامات المالية الجديدة”.
وذكر بالتدابير الجديدة التي تحدد توقيت سير الدراجات “إذ تشترط توقفها عن العمل من الـ7 مساء حتى الـ5 صباحا، باستثناء بعضها التي تتنقل بداعي العمل”.
وشدد على ان “الوزارة تهدف الى تخفيف عدد الحوادث”، مركزا على ضرورة التعاون مع جميع المعنيين من قوى الامن والقطاع الخاص والمؤسسات الاعلامية والمجتمع المدني.
وتحدثت سلوم منوهة بدور وزير الداخلية والوزارة وما تقوم به “بالسهر على امن المواطن للحفاظ على الامن وتطبيق قوانين السير وخماية المواطن”. واضافت: “الوزير لديه توجيهات لتطبيق القانون ونحن نعمل لهذا الموضوع، ونأمل الوصول الى النتيجة المرغوبة، لذلك يهمنا ان نشير الى التوعية في كل الايام وليس فقط في ليلة رأس السنة”.
واعتبرت أن “الحادث لا يستثني وقتا معينا، ونأمل أن يخف عدد الضحايا من خلال الجهود المبذولة”.
وأشارت الى حملة السلامة المرورية التي طبقت بتمويل من “الفا” التي وضعت حملات إعلانية على الطرق، “وهدفت هذه الحملة الى التوعية على مفهوم السلامة المرورية وعدم مخالفة قانون السير، كما تركز على أهمية سلامة المركبة وعدم استعمال الهاتف اثناء القيادة ما يفقد السائق وعيه. وتلفت الحملة الى ضرورة القيادة بتروي وعد الافراط في السرعة وشرب الكحول. وركزت على مبادرة شركات التاكسي بتأمين سيارات مجانيةبمجرد الاتصال على الخط الساخن 1720 لارسال سيارة ترافق الشاب الى منزله، خاتمة بالتأكيد على جهوزية الجميع لمواكبة ليلة رأس السنة”.
وأشار المقدم مسلم الى الاجراءات الوقائية والتدابير الاستثنائية التي اتخذتها قوى الامن من خلال رفع الجهوزية 90% فقد جمدت المأزونيات للضباط والعناصر لإتمام واجبهم في هذه الليلة. ولفت الى ان “القوى الامنية ستقيم حواجز في كل المناطق بالاضافة الى نقاط تمركز امام مداخل الكنائس ودور العبادة والمؤسسات التجارية والمطاعم والملاهي وغيرها، مكثفة الدوريات باللباسين المدني والعسكري ودوريات مشاة في الاسواق التجارية”.
واضاف: “بدأت قوى الامن بحملات توعية في ما يتعلق بمعايدة المواطنين بعيد الميلاد، وهدفت الى حضهم على التزام قانون السير، ولا سيما في شأن حزام الامان ومقاعد الاطفال، من هنا جاءت فكرة بابا نويل واقفا على الحواجز لتوزيع الهدايا للاطفال الجالسين في مقاعدهم مع وضع حزام الامان”.
ولفت الى أعلان تلفزيوني تحت عنوان “العد العكسي لأحلك عذاب… ما تشرب وتسوق” للتحذير من خطورة القيادة تحت تأثير الكحول، وهو بالتنسيق مع جمعية “كن هادي”، كما ذكر بالاعلانات الموجودة على الطرق والتي تحمل عنوان “اهلك سهرانين على راس السنة لترجع… ما تسرب وتسوق” وذلك لافراط في الشرب ليلة رأس السنة وفي الاعياد والمناسبات واثناء نهاية الاسبوع. وشدد في كلامه على ان “الحل في حال الافراط في الكحول يكمن في طلب التاكسي المجانية المؤمنة كي لا يشكل خطرا عليه وعلى الآخرين”.
وتحدث مسلم عن الحواجز المعززة في هذا اليوم وعن تعزيز الرادارات التي تعمل 24/24، مشددا على انها لم تتوقف عن العمل منذ 2010، فهي تضبط يوميا 1000 محضر، ومؤكدا أن “هذه الرادارات تهدف الى تخفيف الحوادث”.
وأعلن عن عمل قوى الامن “لتخفيف السرعة والتسارع من خلال تكثيف الدوريات الموجودة، وخصوصا على الاوتوستراد اثناء العودة الى المنازل، كي تجبر المواطن على تخفيف سرعته”.
وفي ما يخص ظاهرة إطلاق الرصاص، استذكر شهداء الجيش الذين سقطوا السنة الماضية برصاص طائش ليلة رأس السنة، معتبرا أن “من يطلق رصاصة في هذه الليلة يكون متضامنا مع كل من يقتل، وعلينا التخلص من هذه الظاهرة، فهي تعكس ثقافة الحرب وليس ثقافة الحضارة، لذا سنلاحق مطلقي النار ونطلب المساعدة من المواطنين لإنهائها”.
وأكد أنه “يمكن للمواطن مساعدة القوى الامنية من خلال التبليغ عن مطلق النار او تصويره وتحديد مكانه وإرسال هذه المعلومات من دون ذكر الاسم على موقع قوى الامن لتبادر الى توقيفه ومحاسبته”.
وكانت كلمة لسليمان قالت فيها: “نلتقي اليوم بدعوة من هيئة ادارة السير لاطلاق حملة جديدة للسلامة المرورية ليلة رأس السنة، وكلنا يعلم انه لا شيء ينغص فرحة العيد سوى حادث قد يكون ناتجا من قلة دراية او عدم التزام الارشادات التي تجهد ادارة السير وغرفة التحكم المروري في تعميمها، بكل الوسائل الاعلامية، ومن بينها الوكالة الوطنية للاعلام، التي ساهمت في اطلاق حساب غرفة التحكم المروري على تويتر قبل نحو سنتين”.
وأضافت: “اليوم نلتقي لتجديد دعمنا هذه الغرفة وتعاوننا في نشر الاخبار المتعلقة بتوعية المواطنين وخصوصا أن الغرفة والمسؤولين فيها، ولاسيما النقيب ميشال مطران، أظهروا مناقبية عالية في العمل والتعاون لما فيه خير المواطنين ومصلحتهم. وفي هذه المناسبة، يهمني توجيه تحية اكبار الى القيمين على غرفة التحكم المروري، الساعية لتوجيه المواطنين الى سبل تقليل حوادث السير، المتزايدة في الآونة الاخيرة، نتيجة السرعة وعدم التقيد بأصول قانون السير، وغالبا ما تؤدي هذه الحوادث، للاسف، الى حالات وفاة وكوارث”.
وتابعت: “إن هذه المشكلة باتت مقلقة، وهي تستحوذ على اهتمام المسؤولين في وزارة الداخلية، بدءا من الوزير وصولا الى شرطي السير، وهم يبذلون جهودا مضنية من اجل الحفاظ على الانتظام العام والحؤول من دون وقوع حوادث كارثية تزرع الحزن والالم والحسرة، وخصوصا في فترة الاعياد، حيث تكثر الاسباب المؤدية الى مثل هذه الفواجع، ومن بينها عدم السيطرة على قيادة السيارة بفعل الاسراف في شرب الكحول والتباهي بالسرعة المفرطة، ولاسيما عند عدد لا بأس به من شبابنا”.
ولفتت إلى أن “المسؤولية عن حياة أبنائنا هي مسؤولية مشتركة تحتم على الجميع، من اهل واعلام ومرجعيات امنية، اتخاذ الاجراءات اللازمة التي تؤمن سلامة هؤلاء الشباب، بتشديد الرقابة وعدم تركهم ينساقون وراء الغرائز غير المنضبطة، وذلك حرصا من الجميع على سلامتهم. فالعيد اجمل من ان يشوه صورته حادث من هنا ومخالفة من هناك. لذلك علينا، كإعلام واع ومسؤول، التركيز على أهمية التزام القوانين. والوكالة الوطنية للاعلام، التي سبق لها ان تعاونت مع ادارة السير في ايصال رسائل التوعية، مستعدة لتجييش كل طاقاتها في هذه الفترة بالذات لنشر الوعي وتعميم الارشادات الضرورية ضمانا لسلامة الجميع، وحتى يكون العيد عيدين، ويكتمل بفرحة الاهل برؤية أبنائهم سالمين”.
وختمت: “أخيرا، أتمنى لجميع اللبنانيين أعيادا خالية من اي حادث قد يعكر بهجتها، فنستقبل معا عاما جديدا نتمنى ان يحمل كل الخير لوطننا الحبيب لبنان، وان ينعم بالسلام والامانِ والاستقرار، ويحضرني في هذه المناسبة قول مأثور لونستون تشرشل الذي بادر سائقه مرة عندما زادت سرعته عن الحد بالقول: “لا تسرع لأني مستعجل”.
بدوره رأى الحايك أن “أهمية توظيف التكنولوجيا لتقليص عدد الوفيات الناجمة عن حوادث المرور، باتت في صلب النقاش العالمي، إذ إن هذه الحوادث، وفق تقرير مجموعة الأمم المتحدة للتعاون في مجال السلامة المرورية، تقتل سنويا حول العالم زهاء 1.3 ملاين شخص، وتؤدي إلى إصابة 20 مليونا الى 50 مليونا بجروح أو بعجز دائم، فضلا عن خسائر إقتصادية سنوية تقارب الـ 518 مليار دولار. وفي لبنان تحديدا، تحصد سنويا 800 قتيل وآلاف الجرحى، وما يزيد على مليار دولار من الخسائر الاقتصادية”.
وأشار الى أن “المواءمة بين التكنولوجيا وتأثيرها في المجتمعات، جزء رئيسي في السياسات الحكومية والأممية، وخصوصا منذ أن أطلق الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون في أيار 2013 نداء عالميا “لتسخير التكنولوجيا بهدف تقليص عدد الوفيات” الناجمة عن حوادث المرور.
واعتبر أن “هذه التكنولوجيا هي نفسها التي تتيح خيارات كثيرة تساهم في التقليل من الخسائر البشرية والمادية الناتجة من هذه الحوادث، وتساعد في تخفيف حدة الإزدحام وفي تزخيم حملات التوعية على السلامة المرورية، علما أن شرود سائقي السيارات بسبب استعمال الخليوي وغيره من أنظمة “جي. بي.أس”، يعد من الأسباب الرئيسية لحوادث المرور في العالم، ولا سيما في الدول النامية”.
وأضاف: “لهذا الغرض، وضع الاتحاد الدولي للاتصالات ITU مقاييس تتعلق بأنظمة النقل الذكية وسلامة السائقين من اجل تفادي الاصطدامات، ترتكز على إستعمال تقنيات الاعلام الآلي وتكنولوجيات الاتصال وتحديد المواقع، بما في ذلك الرادارات في السيارات. كما أعد الاتحاد مقاييس من أجل ضمان فاعلية أنظمة الإتصال في المركبات والحد من أسباب عدم تركيز السائق، والمرتبطة بغالبيتها بالتخابر اثناء القيادة او كتابة رسائل قصيرة أو استخدام الإنترنت. كما وضع البنك الدولي في أدبياته للتنمية خطوطا عريضة لإدارة السلامة المرورية، التي أصبحت كذلك معيارا عالميا نظمته الـ أيزو (ISO) تحت الرقم 39001”.
وأكد أن “ألفا” هي “جزء من هذا النقاش العالمي، فهي تدرك فداحة حوادث المرور، لذلك قررت الانخراط في نشر ثقافة التوعية على مخاطر الإستخدام غير المسؤول للهاتف الخلوي أثناء القيادة، والتزام توظيف التكنولوجيا في خدمة المجتمع. ولهذه الغاية، إعتمدنا مبادرات عدة، من بينها هذه الحملة مع هيئة إدارة السير، قسم الاعلام والعلاقات العامة، لتضاف الى الحملة التي أطلقناها سابقا بعنوان “اللبيب من الاشارة يفهم”، والتي هدفت الى توعية المواطنين على اشارات السير الواردة في القانون الجديد. كما كنا قد اطلقنا مع جمعية “كن هادي”، حملتي “بالسيارة، كلفة المكالمة غالية”، و”Last Seen”، للحض على عدم استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة”.
وتحدث الحايك عن مشروع حديث يرمي الى إدارة أسطول النقل التابع للشركة أو”Car Fleet Management”، والذي تطمح ألفا من خلاله إلى إعلان أسطولها من المركبات آمنا. ويشدد هذا المشروع على ضرورة تأمين مركبات أكثر أمان، لتتخلله خطوات تطبيقية عدة، من بينها ورش تدريبية لفريق العمل في ألفا حول السلامة المرورية، وتطبيق قواعد تنظيمية جديدة في هذا المجال”.
وذكر ابو حرب في كلمته بأن “التنسيق مع غرفة التحكم يجري للسنة الثالثة حيث تضع النقابة سيارات التاكسي بتصرف المواطنين بشكل مجاني، كمبادرة في هذا العيد لكثرة الحوادث وما يشكله هذا اليوم من قلق للاهالي، وخصوصا أهالي الشباب الذين يصرون على السهر ليلة رأس السنة والعودة في وقت متأخر. ولهذا السبب اختارت النقابة حمايتهم على طريقتها الخاصة”.
وأضاف: “في هذه الاوقات نكون بجهوزية تامة في وقت الضغط كي نستطيع تلبية الجميع، لذلك لانجاح هذا العمل ساهمنا كاصحاب الشركات بنقل من لا يستطيع القيادة بعد السهرة لإيصاله على منزله”.
وأعلن عن “تأمين 100 سيارة تعمل على ايصال الفرد الى منزله مجانا، كذلك وضعت النقابة 2000 سيارة في بيروت الكبرى بجهوزية تامة، فتنتظر اتصالات المواطنين من كل المناطق اللبنانية”، آملا “أن تحد هذه الطرق من الحوادث في هذه الليلة