الطائر المغتربالملحق
أخر الأخبار

للمرة الاولى من كندا ستاند – اب كوميدي لـ رانيا الحلو

الطائر – كندا

جمعت رانيا الحلو في عرضها الاول من ستاند اب كوميدي الذي قدمته على مسرح سانت كاترين في كندا الكثير من الفكاهة الممزوجة بالواقعية والكثير من الحبكة المسرحية التي اكتسبتها من خبرتها في الاعمال الفنية من جهة ومن دراستها الاكاديمية هي المتخصصة بالاخراج المسرحي من الجامعة اللبنانية كلية الفنون في لبنان، متغلبة بنجاحها على الاعتقاد السائد بأن النساء لم يُصنعن من أجل الكوميديا، وأنهن غير قادرات على قول نكتة.

في عرضها المنفرد “ستاند اب بين حماتي وامي”، قدمت الحلو نوعا جديدا ومختلفا من الكوميديا الملفتة في كندا -هي المرأة العربية الوحيدة التي تقدم مثل هذا النوع من العروض -والتي تعبر عن اعمق واكثر المشاكل التي تعانيها الكنة مع امها وحماتها على السواء بعد الزواج ،بقالب فكاهي طريف مبني على الحياة اليومية و الصراع الدائم معهن  -اذا جاز التعبير -لناحية  ما تربت عليه في بيتها الوالدي وحملته  معها الى عشها الزوجي والذي لطالما تعمل الوالدة على تذكيرها به من جهة وبين واقعها الجديد وما تأمله حتى لا نقول تفرضه الحماة على كنتها بدافع محبتها لابنها وغيرتها غير المحتملة على حياته وبيته بعيدا عنها.
وفي معرض معالجة موضوعها، الذي لم نلحظ التطرق اليه في هذا الشكل في المسرحيات الكوميدية سابقا، حرصت الحلو الابتعاد عن الروتين الذي قد يفرض نفسه احيانا باعتماد فكرة ذكية جدا ، لم نعتدها في مثل هذه العروض ،وهو لعب ثلاث شخصيات في آن واحد من خلال تجسيدها لدوري والدتها ووالدة زوجها مسجلين عبر شريط فيديو تحاورهما معا من على خشبة مسرحها باسلوب نقدي سلس اضحك الحاضرين واسرّهم دون الوقوع في شبك الابتذال والتكرار ما فرضها نجمة فنية متفردة في ادائها في كيبيك عموما.
جمعت الحلو  في مسرحها تقنيّات الكوميديا والإضحاك الأربعة: الإضحاك عبر نقد الذات الانسانية، الإضحاك عبر رسم الشخصيّات كاريكاتوريّاً، الإضحاك عبر التركيز على أداءها وتحرّكها على المسرح، والإضحاك عبر تقديم مواقف صحيحة إنّما غريبة وغير متوقّعة مسلطة الضوء على النقد الاجتماعي وشخص الإنسان اللبنانيّ بطرق تفكيره وتحليله للأمور وتربيته لأولاده كما بعلاقة الزوج بزوجته وباسلوب بعيد كل البعد عن النمطية السائدة لاضحاك الناس ،فأتى نصها مدروسا متكاملا يُضحك ولا يُنتقد.
الكلمة نيوز التقت الحلو وسألتها لماذا “ستاند ــ أب بالعربي ” تحديداً؟ أجابت بثقة المتوقع السؤال قائلة «لدي الكثير لاقوله، ولما لا أملك ترف الوقت لإنجاز مسرحية، وجدت أنّ هذه أفضل طريقة للتعبير عن أفكاري في ظل حاجة الجالية العربية الكبيرة لمكان تجتمع فيه للترفيه عن نفسها بعيدا عن اجواء الاكل والسهر ،المسرح مهم جدا،لكننا في الغربة نحتاج لذاك النفس الكوميدي ،النفس الذي يعالج مشاكلنا وهمومنا واشتياقنا بقالب لطيف يعرف كيف يحوّل قسوة غربتنا الى فرحة وابتسامة لطالما نحن نحتاجها ،فتختلط مشاعرنا واحاسيسنا بنكهة كوميدية، تساعدنا لتخطي هذه الغربة بشكل اسهل بكثير.
و أضافت تقول:”الستاند آب الذي أقدمه يعلمني كيف أحوّل حياتي اليومية الى كوميديا تضحكني، والمأساة الى نكتة مفرحة تساندني عوض البكاء ،فنحن في الاغتراب نحتاج الكوميديا اكتر بكتير من غيرنا ، واذا ما قدمت الستانداب بلغة غير العربية أخسر العفوية التي اتميز بها لاسيما لناحية اللعب على الكلام وهي خاصية تتميز بها بلداننا ،هذا طبعا الى بعض الالفاظ والعبارات التي لا يمكن ترجمتها، لذا انا ارى ان لغتنا هي خير من يمكنه خدمة رسالتنا هذه كونها تتميز بالسهل الممتنع .
وهنا لا بد لي من ان الفت الى ان الستاند اب بالعربي اصعب بكثير ، لانني اتعب في اختيار الكلمات التي نتفق عليها مع  باقي الجاليات فيسهل فهمها في ظل تنوع الجمهور الذي يتابعني.


وحول ما يميز عروضها عن غيرها من الكوميديين تقول الحلو :”بساطة النص ومعالجتي للمواضيع التي تتعلق بحياتنا العائلية الاجتماعية اليومية ودائما بعيدا عن السياسة والدين ، هو أكثر ما تتميز به عروضي ،فانا لطالما سعيت ان المس قلوب وعقول كل من حضرني من هنا جاءت غالبية نصوصي واقعية حقيقية تدور حول الام والحماة والكنة ،حول عاداتنا وتقاليدنا التي نحملها معنا الى المغتربات، باسلوب يحاكي العائلة ككل ،حتى انني وفي الكثير من المرات ابدأ بجملة ما فيكملها الجمهور معي مثل ” دايما في طقم صحون وكبايات هول مش النا،هول للضيوف” او كقول كل الامهات “رح اتركلكن البيت وهج “…..  عروضي موجهة للجميع وكل عربي يجد نفسه معني بالصور التي انقلها له ، فالستاند اب بالنسبة لي هو مرآة حياتنا.

وعن جرأتها في لعب شخصيات الام والحماة عبر الشاشة ومخاطبتهن مباشرة من على خشبة المسرح وهي ظاهرة قد تكون فريدة في مسرح الستاند اب أجابت :” فعلا هي مخاطرة لانها سلاح ذو حدين اما الفشل الذريع واما النجاح المطلق في عمل قد يصبح من الاعمال التي يحسب لها حساب،لا سيما في بلاد الاغتراب ،فرحت أحضّر وافكر وأكتب ،واستغرقني الموضوع سنة كاملة حتى اقتنعت بالمجازفة ،فالموضوع خفيف والصراع بين الحماة والام والكنة المسكينة من اساسيات حياتنا الزوجية ،ولما كنت  احمل شهادة في الاخراج وأعلم علم اليقين أهمية الافادة من التكنولوجيا التي تغزو العالم وافادة  الفن والمسرح من خدماتها  استعنت بصديقي المخرج احمد عثمان في اخراج ومونتاج الفيديوهات تاركة لنفسي وبعد الانتهاء من كتابة النص مهمة الاهتمام بكافة التفاصيل من ديكور وملابس ،وبالفعل شكّل ما قدمته حالة استثنائية دفعت الجمهور الى مطالبتي بعروض اخرى وهو ما سأفعله في الشهر المقبل في مونتريال وما بعده في مقاطعات اخرى .

وفي الختام شكرت الحلو موقع الكلمة نيوز على دعمه الدائم لكل اعمالها الفنية كما  شكرت جمهورها المؤمن بفنها وجنونها
معتبرة ان نجاحها اليوم يترتب عليه مسؤولية كبرى كونها رسمت خطا جديدا لها في عالم الستاند اب كوميدي وبالعربي ، فالحلم بالتميز لن يتوقف والابتكار مع العمل لا يعترف بحدود ، وما اطمح اليه حاليا هو الوصول لأكبر عدد من الناس وتكوين قاعدة جماهيرية تشبهني بكل تفاصيلها.

المصدر: الكلمة نيوز – كندا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى