الطائر – لبنان:
برعاية رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القواس، وبركة سيادة المطران باسيليوس منصور وحضورهما، أحيا الكونسرفتوار الوطني بالتعاون مع “اللقاء الثقافي الاجتماعي” في رحبة – عكار برئاسة السيدة إيفا الشحني، حفلاً موسيقياً بعنوان “موسيقى في ليل رحبة”، مع عدد من موسيقيي المعهد وطلاب معظمهم من فرعَي طرابلس والبترون والبعض من رحبة، على مدرج كنيسة سيدة لبتة- رحبة في ظلال شجر السنديان العتيق وبحضور جمع من فعاليات المنطقة ومحبي الموسيقى.
قدمت الاحتفال الذي أقيم للمرة الأولى في رحبة، تمهيداً لافتتاح فرع للكونسرفتوار مُزمع إطلاقه قريباً، السيدة لمى البايع.
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني عزفاً على آلة العود مع أستاذ العود في فرع طرابلس ورحبة الفنان إبراهيم رجب، الذي قاد فريق العود مع موسيقيين وطلاب، فقدموا باقة موسيقية متنوعة وهم: ماري انجل الياس القرعان، نوفل محمد خالد، رمزي الأسعد وجوعبود. كما قدم طلاب معزوفات موسيقية على البيانو وهم: جورجينا محفوظ، ماريا يعقوب وفادي بجاني، وعلى آلة الكمان كانت مشاركة للطالب جورج سركيس، وغناءً للطالبة غيدا خباز. وتخلل الحفل مشاركة غنائية وموسيقية لأستاذ العود ألان شخوفا.
الكلمة الأولى كانت لرئيسة “اللقاء الثقافي الاجتماعي” السيدة إيفا الشحني، ومما جاء في فيها: “هذا اللقاء اليوم ما هو إلا محطة من مسيرة طويلة في تعليم ونشر الموسيقى الهادفة. فقد بدأ اللقاء الثقافي هذه المسيرة منذ 2017 عندما بدأ التعاون مع جمعية الإنماء الريفي بشخص رئيسها الأستاذ جون موسى مشكوراً وكان نتيجة هذا التعاون تجهيز مركز اللقاء بالآلات موسيقية. ولأن الموسيقى هي اختصاص علمي، توجهنا إلى المؤسسة الأعرق في لبنان – الكونسرفتوار الوطني – وتم توقيع بروتوكول مع رئيسها آنذاك الراحل بسام سابا. وبناء عليه يقوم اللقاء الثقاقي بتعليم الموسيقى وفقاً لمنهاج الكونسرفتوار وتحت إشرافه الأكاديمي.
اليوم ومع وجود الدكتورة هبة القواس في رئاسة الكونسرفتوار، صاحبة استراتيجية لنشر وتعليم الموسيقى، ورؤية مستقبلية لتطوير وتقدم الكونسرفتوار، وذات الديناميكية العالية، أصبحت طموحاتنا أعلى لتتماشى مع هذه الرؤيا”.
وكانت كلمة للقواس شكرت فيها اللقاء الثقافي ورئيسته والمنظمين والقيمين على الاحتفال وسيادة المطران على بركته وحضوره وكل من حضر من أهل رحبة والطلاب والموسيقيين. وأشادت القواس بالنشاط الموسيقي الذي ذلّل بعد المسافات للوصول إليها سعياً للنهوض برحبة على المستوى الثقافي والموسيقي. وأيضاً بهدف تطوير البروتوكول الذي وُقّع سابقاً مع الكونسرفتوار، تمهيداً لأن يصبح للكونسرفتوار فرع متكامل في رحبة. وقالت: “ربما هذه الخطوة الأولى، ولكن كلنا أمل أن هذه المنطقة التي تستحق أن يكون فيها معهد موسيقي متكامل يؤمن لها كل الاختصاصات، لننطلق به الى المناطق البعيدة عن العاصمة من رحبة. العام الماضي وما قبله انتشرنا في 18 منطقة من خلال طلاب الكونسرفتوار عبر حفلات في عيد الموسيقى العالمي، وصولاً الى المطار هذا العام الذي اوصلنا عبره صوتنا الى العالم. نحن صوت الموسيقى والتواصل والجسور ونشر الوعي الموسيقي مع كل اللبنانيين”.
وأضافت: “نأمل أن يكون هذاالحفل فاتحة خير وأن تكون رحبة هي المركز الموسيقي في المنطقة التي تجمع كل القرى المجاورة للتعليم الموسيقي قريباً جداً. ليس فقط لأن العلم الموسيقي هو عمق المعرفة وعمق الثقافة، بل هو أيضاً أحد ركائز الاقتصاد الحديث لأننا في عصر اقتصاد المعرفة. واستكمالاً لهذا المشروع، ستكون رحبة محطة أساسية لتعليم آلات نادرة الوجود نادر في لبنان، سنتتشارك معكم نشر هذه الآلات، فنفتح من خلالها الباب لفرص عمل جديدة بعد تخرج الطلاب، وبمردود مالي عالٍ. فبالإضافة إلى ما تقدمه الموسيقى من الثقافة والمعرفة، تستطيع أن تكون داعماً اقتصادياً وتؤمن فرص عمل المنطقة بحاجة لها ولبنان أيضاً، وخصوصاً لندرة هذه الآلات . ونأمل ان نشرح عن هذه الآلات اكثر في اللقاءات المقبلة، وكيفية تعليمها وكيف ننهض بالمنطقة من خلالها على المستويات الثقافية والاقتصادية”.
ثم كانت كلمة للمطران باسيليوس أشاد فيها بالنشاط الموسيقي الثقافي الذي يقام في رحبة للمرة الأولى، وأثنى على جهود اللقاء الثقافي والمنظمين، وشكر الكونسرفتوار الوطني ورئيسته على الجهود المبذولة في سبيل إعلاء الشأن الثقافي وخصوصاً في المناطق البعيدة عن العاصمة. وتحدث باسيليوس عن أهمية الموسيقى في حياتنا الروحية وإنسانيتنا، وعن دورها في توحيد المشاعر وقال: “وهذا ما نسعى له روحياً لكي يكون كل الناس في المحبة والسلم والسلام والاطمئنان، كما نرجوه للبنان والشرق الأوسط والعالم. نعتبر أن الموسيقى التي سنسمعها اليوم من الأخوة البارعين في العمل، ستحمل هذه الرسالة السامية التي تؤديها الموسيقى”.