الملحقسياحة

إطلاق مدونة أخلاقيات السياحة و”طريق الفينيقيين”

الطائر – لبنان: 

وقع لبنان، مدونة أخلاقيات السياحة العالمية ومبادرة “أنا” الموجهة للمغتربين اللبنانيين، في احتفال أقيم  في مجمع “بيال”، بدعوة من وزير السياحة ميشال فرعون، وذلك تزامنا مع زيارة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي للبنان. كما أطلقت منظمة الأمم المتحدة المشروع السياحي الدولي “طريق الفينيقيين”.
ألقى الرفاعي كلمة قال فيها: “رغم كل التحديات العالمية الاقتصادية، البيئية والصحية أثبتت السياحة أنها صناعة صلبة، فأكثر من 7 في المئة من سكان العالم لا بد أن يسافروا ويزوروا بلدا عالميا. كما أن السياحة تخلق فرص عمل جديدة وتوفر وظائف إضافية، وتعمل على صناعة التواصل بين الناس، وكذلك السلام والأمل والمحبة. ورغم كل التحديات التي تواجه لبنان، تشكل هذه المبادرة التي أطلقها وزير السياحة ميشال فرعون اليوم، رسالة سلام من لبنان إلى العالم، وهي رغم الظلمة تحتفل بتنوع لبنان وفرادته. ولهذا، نحن هنا”.
وإذ أثنى على “جهود وزير السياحة الذي منذ اضطلع بمهام الوزارة استطاع في فترة وجيزة أن يغير النمط والصورة المأخوذين عن هذا البلد، وأن يجدد النشاط ويبعث الأمل والفرح اللذين يميزا لبنان”، قال: “أعمل مع حوالى 160 وزيرا للسياحة عبر العالم، ولمست لدى فرعون طاقة إيجابية كبيرة، جعلته يقرر إعادة ربط 14 مليون لبناني في الشتات بوطنهم الأم، إضافة إلى مبادرة السياحة الريفية، التي أكد من خلالها أن السياحة لا تخص المدن فقط، بل تشمل الريف أيضا، وهو بذلك شجع السياح على زيارة الريف اللبناني واختبار لبنان الحقيقي بزيارة بيوت الريف المتواضعة، هذا عدا حملة: لبنان الحياة”.
وألقى فرعون كلمة قال فيها: “أشكر معالي الأمين العام الدكتور طالب الرفاعي، الأخ والصديق لي ولكثير من اللبنانيين، على اهتمامه ولفتاته الكريمة الدائمة تجاه بلدنا الحبيب في كل محطة ومعرض أو محفل دولي. وهذا يعبر حقيقة عن محبته للبنان الذي يعتبره بلده الثاني، وعن هاجسه للحفاظ على استقرار لبنان ودوره الفريد في الدفاع عن القيم الحضارية في هذه المنطقة التي تواجه مخاطر وتحديات جسيمة، رغم كل أشغاله كمسؤول أول للقطاع السياحي في العالم، الذي ينمو بسرعة ملامسا المليار ومئة مليون سائح سنويا. كما أنه الرئيس العربي الوحيد لهيئة في الأمم المتحدة يعكس في شخصيته صورة الحضارة العربية، وتقوده صناعة الفرح في وجه صناعة الموت والتخلف، مما أعطاني دفعا في سبيل تنمية السياحة في لبنان، وفتح مسارات سياحية جديدة ومواكبة مبادرات موجودة لدى منظمات حكومية أو غير حكومية أو في القطاع الخاص”.
وقال: “عند استلامنا الوزارة في شباط 2014، كان القطاع السياحي يعاني من أزمة حقيقية مع انخفاض ما يقارب ال40 في المئة من عدد السياح بين 2011 وآخر 2013 من جراء تدهور سياسي وأمني في البلاد، إضافة إلى انخفاض الزوار اللبنانيين ودخول البلاد أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة. وبفضل الاتفاق السياسي الداخلي الخارجي لتحصين الاستقرار الأمني الداخلي، وبعد تنفيذ الخطة الأمنية وإنجاحها وإبقاء الأزمة السياسية تحت سقف الأمن والدستور، ونظرا للاجماع الداخلي والخارجي، والتصميم على مكافحة الإرهاب داخليا وعلى الحدود، كانت ولا تزال هناك فسحة لتنشيط القطاع وتفعيل الديناميكية المفقودة من جهة، وأخذ مبادرات متوسطة الأمد في فتح أو تنظيم مشاريع جديدة بمشاركة خبراء، لما في ذلك من إمكان لإيجاد مردود وحركة مستدامة بعد بضع سنوات من العمل، مستثمرين بذلك طاقات لبنان الفريدة على أكثر من صعيد”.
بعدها، دعا عبد الغفار وكارفاو، فرعون والرفاعي إلى التوقيع على مدونة أخلاقيات السياحة العالمية. ثم وقع عليها ممثلو القطاع الخاص،، وهم: رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، رئيس نقابة المؤسسات البحرية جان بيروتي، رئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد، ممثل شركة طيران الشرق الأوسط نزار خوري، وخالد نزهة نيابة عن نقيب أصحاب المطاعم في لبنان أنطوان الرامي.
وعن “طريق الفينيقيين”، أوضحت وزارة السياحة في بيان، أنها “انضمت إلى مجلس الطرق الثقافية الأوروبية في عام 2003 كطريق دولية عبرت 18 دولة متوسطية، وأكثر من 80 مدينة فينيقية، وهي تضم شبكة من المواقع الأثرية، الإثنية، الأنثربولوجية، الثقافية، والطبيعية، فضلا عن شبكة من التبادل الثقافي بين الشعوب والدول المتوسطية”.
ولفتت إلى أن “المشروع جاء بناء على مبادرة معالي وزير السياحة، وهو يعتبر واحدا من ثلاثة مشاريع رائدة، هي: طريق الفينيق، درب العائلة المقدسة وطريق اللؤلؤ، التي اختيرت من قبل لجنة الشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، في جلستها التاسعة والثلاثين (القاهرة – أيلول 2014)، لتعزيز التنمية والتكامل الإقليمي على المستويين الوطني والدولي، على أن تطبق خلال العامين 2015-2016”.

ولخصت أهداف برنامج السياحة الثقافية المرتكز على “طريق الفينيق”، عبر:
“- جعل طريق الفينيق تجربة سياحية مشهورة عالميا.
– تقديم مستوى عال من البنى التحتية والمنتجات السياحية وإنتاج العديد من الوظائف القيمة.
– خلق صلات للتعاون في التطوير والتسويق السياحيين بين الدول ال18 على امتداد طريق الفينيق.
– تسويق التعددية الثقافية والحوار والتعاون بين الثقافات، كوسائل أساسية لتفعيل التماسك الاجتماعي والتضامن والسلام.
– وضع لبنان كمحور لمشاريع التعاون في مجال تطوير وتسويق السياحة الثقافية المتعلقة بالمدن والمرافئ ذات الأصول الفينيقية – القرطاجية”.
وتحقيقا لهذه الغاية، أشارت إلى أن “منظمة السياحة العالمية ستتولى جرد المشاريع المتعلقة بطريق الفينيق، وتحديد الشركاء الحاليين والمحتملين في وكالات الأمم المتحدة، لا سيما منظمة الأونيسكو، المجلس الأوروبي، الاتحاد الأوروبي، المعهد الأوروبي للطرق الثقافية، الدول 18 الأعضاء في منظمة السياحة العالمية، القطاع الخاص، المؤسسات المعنية، والمنظمات غير الحكومية”.
ولفتت إلى أن “منظمة السياحة العالمية، تطور بالاشتراك مع وزارة السياحة، خطة عمل على مدى سنتين، لتقديم رؤية شاملة لاستراتيجيات تطوير وتسويق برنامج طريق الفينيق الثقافي”، مؤكدة أن المنظمة “ستمد البرنامج بالدعم اللازم. وتم إقرار شهر نيسان 2015، كموعد مبدئي لمهمة الصياغة التحضيرية للبرنامج بما فيها: الجدوى، خطة التنفيذ، الميزانية وآليات الحوكمة”.

محمد ع.درويش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى