جريدة السفير تكرم المغتربين في الذكرى 42 لإنطلاقتها
أطلت «السفير» في ذكرى انطلاقتها الـ42 على أهلها من أبناء الاغتراب اللبناني، فأضاءت معهم شمعتها السنوية وأهدتها تحية لرواد الاغتراب ممن حملوا على أكتافهم «كشة لبنان» وجالوا فيها حتى فاقمت جراح التعب، جراح الغربة.
تحت عنوان: «المغتربون بناة الوطنَيْن»، كرّمت أسرة «السفير»، بدعوة من رئيس تحريرها وناشرها طلال سلمان، الاغتراب اللبناني في احتفال أقيم في فندق «لانكستر بلازا»، مساء أمس الأوّل، بحضور ممثل الرئيس نبيه بري النائب هاني قبيسي، ووزراء الداخلية نهاد المشنوق، الثقافة ريمون عريجي، الإعلام رمزي جريج، الشؤون الاجتماعية رشيد درباس والتربية الياس بو صعب، بالإضافة إلى الوزير السابق بهيج طبارة، المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، رئيس «مجلس الجنوب» قبلان قبلان، المدير العام لوزارة الإعلام حسان فلحه، ورئيس «الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم» أحمد ناصر. كما حضر العديد من الوجوه والفاعليات الاغترابية من مختلف القارات وبلدان الانتشار وعدد من ممثلي النواب والسفراء والقناصل والديبلوماسيين، فضلا عن أسرة «السفير».
وتحوّلت المناسبة التكريمية إلى منبر لطرح قضايا الاغتراب الرئيسة وسبل تطوير وتعزيز علاقة الدولة بمواطنيها المغتربين بعدما «مرّ زمن طويل والدولة تعامل المغتربين من أبنائها وكأنهم غرباء عنها، هجروها طوعاً واختاروا غير لبنان وطناً، فليتحملوا نتائج فعلتهم هذه»، كما عبّر رئيس تحرير «السفير» طلال سلمان في كلمته الترحيبية.
وانتقد سلمان كيف ان «هذه الدولة المنقسمة على ذاتها بالولادة قد ميّزت بين المغتربين كما تميّز بين المقيمين: فحامل الجنسية المذهبة له الصدارة، أما حامل جنسيتها المتمسك بهويته الوطنية فعندها مثله الكثير، والثروة هي المعيار».
وإذ نوّه «بالمساهمة التنموية للمغتربين في الدول التي أسهموا بنهضتها وعودتها إلى دورها بعد الليل الاستعماري الطويل»، أشار إلى «دور المغتربين في نهوض لبنان الاقتصادي وإعماره، لا سيما المناطق التي ضربها الحرمان الرسمي لزمن طال أكثر مما يجب ومما يجوز».
وبعد سلمان، وجه الوزراء: عريجي، جريج، درباس، بو صعب والمشنوق، تحية لـ «السفير» وأسرتها.
وأبدى عريجي اعتزازه بتاريخ صحافتنا الحرة ونضالات رجالاتها، وأشار إلى «التحديات المادية الكبيرة التي تعاني منها الصحافة المكتوبة، لا سيما منها تلك التي تناضل للمحافظة على استقلاليتها وكرامتها، ولهذه الصحافة حق علينا جميعاً مقيمين ومغتربين ان ندعمها بكل الوسائل لاستمرارية رسالته».
وأضاف عريجي: واجب الدولة شد أواصر الاغتراب إلى الوطن الأم، عبر منحهم الجنسية اللبنانية وإعطائهم فرصة المساهمة في تطوير لبنان.
من جهته، نوّه جريج بـ «السفير» التي «تمارس العمل الصحافي بمناقبية وأخلاقية ومهنية»، وشدد على «ان الحريات الإعلامية في لبنان مصانة بالدستور والقوانين».
وقال درباس ان «السفير» حاجة إعلامية ووطنية، وعرض لعلاقته «بالمؤسسة التي انتسبت إليها كاتباً متطوعاً منذ اليوم الأول لانطلاقها».
وتحدث الوزير بو صعب عن دور «السفير» كصحيفة وطنية كانت تمثل القضية الوطنية اللبنانية والقضية العربية ولا تزال، ولعبت دوراً هاماً في مجال الوعي السياسي لأجيال كاملة.
وثمّن الوزير نهاد المشنوق، دور «السفير» الإعلامي، منوّهاً بثبات هويتها الوطنية والعربية، وقال ان «السفير» فتحت لنا أبوابها وصفحاتها بثقة وحرية كاملتين، وقال: لا يوجد بلد في العالم لا يوجد فيه اغتراب لبناني، آملاً ان تتشابك الأيدي في سبيل تحقيق الأهداف المرجوّة.
وأشار هيثم جمعة في كلمته إلى ان وزارة الخارجية تتابع قضايا الاغتراب يوميا وهي تنفذ بذلك استراتيجية تهدف إلى تعزيز أواصر العلاقة مع المغتربين الذين ساهموا بنهضة بلداتهم وتحصين القدرات المالية والاقتصادية للبنان، معتبراً ان «السفير» كانت سفيرة المغتربين في لبنان وسفيرة اللبنانيين في الاغتراب.
وألقى أحمد ناصر كلمة اعتبر فيها ان «السفير» كانت معنا في مختلف المراحل والظروف، وشكلت منارتنا عندما تاهت بنا سفن الغربة في المحيطات، وقال: كنا وسنبقى إلى جانب «السفير». وقدم ناصر في ختام كلمته درعاً تذكارية باسم «الجامعة» والاغتراب إلى «السفير» وأسرتها.
المصدر: جريدة السفير