مؤتمر عن “الإدارة والتعليم بطريقة مختلفة” في جامعة الروح القدس
الطائر – لبنان:
نظّم قسم علوم التربية، بالتعاون مع مختبر REFA، في كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية في جامعة الروح القدس- الكسليك، مؤتمراً دولياً بعنوان: “الإدارة والتعليم بطريقة مختلفة: التحديات التي تواجه المدرسة اليوم”، برعاية رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنّوس نعمة وحضوره، إضافةً إلى أعضاء مجلس الرهبانية، رئيس جامعة الروح القدس الأب هادي محفوظ، و رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء، وعدد من الرؤساء العامين والرئيسات العامات والآباء والإخوة والأخوات، عميدة كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية البروفسورة هدى نعمة، ومديري المؤسسات التربوية من جامعات ومدارس وممثليهم والاساتذة والطلاب.
ديميرجيان
بدايةً، ألقت أمينة السر الأكاديمية للكلية د. كارين نصر ديميرجيان كلمة ترحيبية، عرّفت فيها بالمتحدثين مستشهدةً بقول الفيلسوف إيمانويل كنط: “الإنسان لا يصبح إنسانًا إلاّ بالتربية”، الذي كان ولا يزال شعار كليّتنا”.
زكريا
ثم تحدثت رئيسة قسم علوم التربية، البروفسورة نورما زكريا معتبرةً أنّ “التعليم هو المادة الأولية الضرورية للتطوّر الديمقراطي والاجتماعي والاقتصادي والسلمي للمجتمعات كلها. ونحن، في جامعة الروح القدس، نساهم في تحقيق ذلك عبر إعداد طلاب يشاركون في الحياة الثقافية والمهنية وينخرطون في عالمٍ يعرف تطوراً دائما”.
كما قدّمت شرحاً عن هذا المؤتمر الذي “يهدف إلى خلق مساحة تجمع أشخاصاً من كل مكان، يعون أهمية الإشكالية التي يطرحها أي تجديد المدارس والتعلُّم بطريقة جديدة وتوحيد الناس، ومساحة حوار وتفكير حول أربع نقاط أساسية، هي: السياق المدرسي والتغييرات، الجهات الفاعلة ودورها، الأجهزة والتكنولوجيا، المناهج ومضمونها”.
نعمة
وكانت كلمة لعميدة الكلية المنظِّمة البروفسورة هدى نعمة، قالت فيها: “لعلّ الإدارة والتعليم بطريقة مختلفة ليست سوى نتيجة مباشرة لتغيير يتصل بإعادة نظر متواصلة في ما يتعلّق بمعرفتنا. إن التغيير المنشود يبدو وكأنه عملية تزعزع كل أشكال التعليم والإدارة، التي أدّت، من خلال ممارستها، إلى إرساء عادات وتقاليد تدّعي أنّ الطلاّب، من جهة، والجسم الإداري، من جهة ثانية، يتطورون كأشخاص…”
وشدّدت نعمة على “أهمية تحقيق تغيير يسمح بإشراك المعلّم والمتعلّم في تفاعل دائم، والقبول بثورة تعليمية تربوية فاعلة، والتعقّل، وتبادل المعارف والخبرات، وتعزيز قيام مجتمع دولي للمعرفة، يكون من شأنه أن ينسج علاقات المعرفة والاعتراف بالآخر، وتفعيل النوعية والابداع والفرادة.
وفي الختام، أمِلت أن “ينجح هذا المؤتمر في مواجهة التحديات، ومعالجة مصادر الضرر التربوي، وتسليط الضوء على أنّ النظام التربوي لأمّةٍ يساوي في القدر مستوى معلميه”.
الأب محفوظ
وكانت كلمة لرئيس الجامعة الأب هادي محفوظ، نوّه فيها بأهمية المواضيع المطروحة، شاكراً المحاضرين، ومشيداً بجهود كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية والقيّمين عليها وعلى نشاطاتها، التي تساهم في تطوير الكليّة وإعلاء شأن الجامعة.
الأباتي نعمة
ثم ألقى رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية، الأباتي طنوس نعمة، كلمة أعرب فيها عن “سروره لمشاركته في هذا المؤتمر الذي يفتح آفاقاً لمناقشة قضية شائكة، تطول أسس إرتقاء الإنسان، الرجل والمرأة، كل رجل وكل امرأة وكلاهما”.
وأضاف: “في وضع مجتمعنا الحالي، تتضاعف التحديات، وتتكاثر المتطلبات نظراً إلى تعقيد الموضوع المطروح، والأسئلة التي ينبغي أن نجيب عليها، خصوصاً عندما يتعلّق الموضوع بمجال التربية في إطارها المدرسي. فالحديث عن “تحديات المدرسة اليوم”، هو اعترافٌ بصعوبة المشكلة الناتجة عن تعدّد الأوجه التي ستساعدنا على معالجة هذه القضية”.
وتابع قائلاً: “لابدّ من إحداث إنتقالٍ من أجل الخروج من مفهوم مدرسة/بناء إلى مدرسة/رسالة ومع أن هذا المفهوم تؤكّده القناعات الخاصة بالإيمان بيسوع المسيح، ويروّجه تعليم الكنيسة، فهو لا ينفكّ عن الدفاع عن الحق في التعلّم”، موضحاً “أنّ كرامة الإنسان تقتضي أن يكون لكلّ إنسان الحق في التعلّم. ويتفّق هذا التعلّم
مع القدرات الشخصية، والإجتماعية للبنين والبنات، بحيث يسمح لهم أن يكبروا بالحب والحقيقة، وبالتالي، أن ينخرطوا “في حياة كاملة وحرّة، حياة إنسانية كريمة”. فالتعليم ينادي بخدمة نمو الإنسان وبناء المجتمع”.
كما اعتبر أنّ “التعليم يواجه تحدياً آخر ألا وهو الانتقال من مدرسة تنقل المعرفة إلى مدرسة تضمن معرفة تتأقلم وحاجات شباب اليوم، معرفة توفّر لهم الوسائل كي يتمكّنوا من مواجهة تحديّات عصرنا. ويقع على عاتق المدرسة لا أن توفّر لهم مفاتيح الحياة الاجتماعية المزهرة فحسب بل أن تقودهم إلى تحمّل المسؤولية التي ستصبح مسؤوليتهم في عالم الغد”.
وتساءل في الختام: “في عالمٍ يتّجه أكثر فأكثر إلى المعرفة الرقمية، كيف يمكن المحافظة على دور المدرسة التربوي والتعليمي، ليس كمزوّد للمعرفة الحقيقية إنّما كمطوّر للقيم الإنسانية، لحوار الانفتاح على الآخر، لقبول الاختلافات، للعمل من أجل السلام، للعدالة…؟ كيف يمكن الربط أو الفصل بين الانتقال من المدرسة إلى الجامعة، ومن الجامعة إلى المجتمع؟ أي معلّم؟ أي تعليم؟ ماذا ننقل في عالم إشكاليّ؟ أيّ آفاق لأيّ إنسان؟ ولأيّ مستقبل؟”
الجلسات
هذا واستمرّ المؤتمر على مدى 3 أيام، بمشاركة نخبة من التربويين والمفكرين من داخل لبنان وخارجه، ناقشوا المواضيع التالية: أحدث التطورات في التعليم، التحديات التي تواجهها المدارس إزاء الثورة الرقمية، دور المعلّم، إنتاج المعرفة: أسسها وشروطها، التطوّر المهني للمعلمين في لبنان، الجامعة والجامعيين في وجه رقمنة نشر المعرفة والتدريب، الرقمية في المدرسة، أشكال التعليم على الإنترنت…