إختتام مؤتمر الطاقة الاغترابية وإطلاق عهد بيروت
الطائر – لبنان:
اختتم مؤتمر “الطاقة الاغترابية اللبنانية” أعماله بجلسة ختامية شارك فيها الى جانب الوزير جبران باسيل وزيري الاعلام رمزي جريج، والتربية والتعليم العالي الياس بو صعب، والأمين العام لوزارة الخارجية السفير وفيق رحيمي، وعدد كبير من الديبلوماسيين واللبنانيين المغتربين والمقيمين من مختلف القطاعات.
بعد النشيد الوطني ألقى عريف الحفل الإعلامي جورج قرداحي كلمة توجه فيها الى المشاركين في المؤتمر وقال:” انتم لم تلبوا النداء الى هذا المؤتمر، لأنكم مسيحيون، او سنة او شيعة او دروز… وأنتم لم تلبوا النداء، لان صاحب الدعوة هو الوزير جبران باسيل.. إنما لأنكم لبنانيون ولان في داخلهم شعوراً يغذي هذا الحنين الدائم الى أراض آبائكم وأجدادكم.. ولانكم أوفياء.” اضاف:” اسمحوا لي ان أكون صريحاً معكم، عندما وقفت على هذا المنبر صبيحة يوم أمس، كان يغمرني فرح كبير وحماس كبير للقاء وجوهكم، اما اليوم ففي قلبي نفس شعور الفرح والحماس، ولكنه مجبول بوصة وبكثير من العتب. عتب لان كثيرين من دول الاغتراب، وخاصة في افريقيا كان يجب ان يكونوا معنا، ولم يشاركوا.. وعتب لان بعض اللبنانيين من الداخل شجعوا هؤلاء على المقاطعة، فلم يشاركوا..هذا المؤتمر ليس ملكاً لأحد، انه للوطن، ومن الجائر بل من المعيب بحق الوطنان يحاول بعضنا تقليص حجمه وأهميته، وأن يصوره وكأنه مؤتمر لطائفة أو جماعة أو شخص…”
وتابع:” الى متى ترانا نفترق ونتعاكس عوضا من أن نتعاون؟ كنت أتمنى على بعض الوسائل الإعلامية المحلية والزملاء الإعلاميين الآي قاطعوا هذا المؤتمر… وان يكونوا أكثر إيجابية في التعاطي مع أخباره”.
براكس
من أستراليا تحدث رئيس حكومة ولاية فيكتوريا والأمين العام للبرلمان الأسترالي ستيف براكس الذي قال:” لن نستطيع تحقيق الازدهار والامن وسلام من دون من وحدة، ويجب التركيز على الأمور التي توحدنا بدلا من الأمور التي تفرقنا.
كابيز
كما ألقى رئيس مجلس النواب في ساو باولو اللبناني الأصل فرناندو كابيز كلمة مؤثرة جداً تحدث فيها عن روح العزم التي دفعته هو وأشقائه الى تبوء المناصب الرفيعة في البرازيل والتي ” اكتشف اليوم انها ميزة اللبنانيين الذين يجدون دائماً القوة التي يستمدونها من داخلهم، ليتابعوا النضال ويظلوا واقفين ويتخطوا الصعاب”.
وأشار الى ان “اللبنانيين في البرازيل هم من ابرز الوجوه في كل القطاعات، لا بل من أهمهم، في الطب والتعليم والاستشفاء والسياسة..”
وقال: “ان ظاهرة النجاح هي ظاهرة ملتصقة باللبنانيين. انهم القوة الكبرى والثروة الحقيقية، ونحن كمغتربين، يمكننا المساهمة في بناء أهم وأعظم الأوطان في العالم. لدي واجب يقع على عاتقي وهو أن أساهم مع كل أصدقائي اللبنانيين في البرازيل، في إعادة لبنان ووضعه على السكة الصحيحة، وهذا اقل ما اقدمه مقابل تضحيات أهلي وأجدادي.
بو صعب
أكّد وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب في كلمته على إنشاء المدرسة اللبنانية في الاغتراب، مهمتها تعليم المنهج اللبناني كاملاً بحيث سيصار الى تسجيل الطلاب في وزارة التربية على أن يتقدّموا في نهاية العام الدراسي الى الامتحانات الرسمية اللبنانية تقام في السفارات اللبنانية وترسل الى لبنان ليم تصحيحها من قبل الوزارة.
كذلك اعلن عن انشاء مدرسة التؤامة هدفها التعاون لمن يشاء من المدارس اللبنانية في لبنان فتح فرع لها والتنسيق فيما بينهم.
كما ايضا انشاء المدرسة الثقلفية اللبنانية لتعليم اللغة العربية والقيام بنشاطات ثقافية واجتماعية وتربوية عبر ارسال اساتذة متعاقدين مع وزارة التربية لتحقيق هذا الامر.
ودعا بوصعب الخارجية والقيّمين عليها أن تحلّ محل وزارة التربية في الخارج للاشراف على تطبيق هذا المشروع عبر تشجيع الجاليات اللبنانية على الالتقاء والاجتماع وفتح مدارس تربطهم بلبنان الام والوطن.
باسيل
وألقى الوزير باسيل الكلمة الآتية:” نحن لم نقم بأي عمل انما حددنا تاريخ وقمنا بدعوة هؤلاء الاشخاص الذين حققوا النجاحات لهم ولوطنهم وللعالم وابرزوا قيمة لبنان الكبيرة. في السنة الماضية خلال فترة أسابيع ستة قمنا بالتحضير للمؤتمر الاول، ولكن هذه السنة كنا امام تحديات جديدة ان نحضر للمؤتمرات ال١٢ القطاعية، وما ميزنا ان استطعنا ان نعقد ١٢ مؤتمراً في مؤتمر واحد وذلك بالتوازي مع بعضها البعض.
لم نخف هذه السنة الا تأتوا، إنما أن نفشل في إظهار نجاحكم. هذا المؤتمر يؤسس لمرحلة كبيرة من النجاح اذا كان عندنا التصميم والمثابرة. وهذا ما قلته لكل القطاعات اليوم، وانا اشعر بالمسؤولية الكبيرة عندما ارى تعطش اللبنانيين لان يجتمعوا مع بعضهم وكم هم فرحون، وهذه الفرحة علينا المحافظة عليها ولا نخيب أمال اللبنانين بوطنهم ولا بأشخاص صادقين يدعونهم ويريدون الخير العام لوطنهم وللعالم. فعندما نفشل هذا لا يعني الفشل للوزارة او لشخص، إنما للبنان الذي سيفشل في إظهار قضيته. فنحن شعب لديه قضية مثلما للأرمن واليهود، وهذه القضية لا تحمل التسييس والتخاذل في عملنا. انها قضية سامية لكل شخص منا وعليها ان تبقى حيّة فينا.”
أضاف :” اريد ان أقول لكم أن عددنا السنة اكبر بمرتين من السنة الماضية، وهذا يعني نجاحنا، وهو اكبر بكثير مما كنا نتوقع والنتائج التي توصلنا اليها اكبر بكثير مما كنا نتصور، وهذا يحملنا مسؤولية كبيرة وتحدي .والسنة المقبلة في ٥و٦و٧ ايار سيكون العدد مضاعفاً عن هذه السنة. ان هذا النجاح يعملنا انه بإستطاعتنا ان نعمل سويا، وننتج معاً”.
ودعا باسيل المغتربين “الى الإصغاء الى قلبهم وليس الى اي تشويش خارجي، لان قبلكم يقول لكم الحقيقة وهي اننا نحن لا نشز عن طريق لبنان الذي يجمع كل لبنان وكل اللبنانيين بكل طوائفهم وكل مناطقهم وفي كل دول الانتشار، لبنان لا يحمل لا قسمة ولا فرقة على الأمور الاساسية، انه لا يحمل الا التنوع، ليس هناك من آحادية ولا وحدوية، لا يمكن لأحد ان يقول اريد ان الغي الاخر، ولا يمكن لأحد أن يمنع هذا التنوع، يجب ان نبقى متميزين بطوائفنا وعاداتنا وتقاليدنا انما محافظين على فكرة لبنان. ان ما رأيتموه اليوم هو لبنان الحقيقي”.
وأبدى الوزير باسيل إستعداده لزيارة اي دولة او جزيرة في العالم يوجد فيها لبناني، وقال:” ان متابعة اللقاءات التي قمتم بها في هذا المؤتمر هي من مسؤوليتكم، ووعدنا لكم اننا لن نختزل قضيتكم لا بالموضوع الطائفي ولا السياسي. وامل ان يعرف لبنان كله قيمتكم ويكرمكم كما كرمناكم نحن اليوم، ونعطيكم حقكم في جنسيتكم ومواطنيتكم. اليوم أظهرنا اننا نستطيع ان تكتب سوياً بالسياسة وهذا يعني ان ما يجمعنا هو الكثير، ونحن كلبنانيين نستطيع ان نجتمع بإنسانيتنا. علينا ان نستمر بالعمل سوياً، لأنني لست خائفاً كما انكم لست خائفين على فرديتنا وعلى نجاحكم فردياً، نحن نخشى من العمل والنجاح جماعياً، وحين نحن كمغتربين ننجح بالعمل جماعياً يصبح بإمكان فكرة الدولة في لبنان ان تنجح لان الدولة هي الجماعة.”
التوصيات
تحدّث الأمين العام للخارجية وفيق رحيمي عن ملخّص الأفكار المشتركة التي تمّ التوافق عليها في ورشات العمل كلّها نتيجة جوجلة للجلسات، وهي خمسة:
1- مسح وإحصاء وتشكيل قاعدة معلومات لكلّ قطاع.
2- تشكيل أهل القطاع بين بعضهم في الداخل والخارج من خلال إنشاء هيئات عالمية قطاعية لبنانية أو من خلال برامج إلكترونية متخصّصة.
3- تشكيل لجنة متابعة لكلّ قطاع مؤلّفة من وزارة الخارجية والمغتربين والوزارات المعنية الأخرى والمغتربين (بحسب البلدان) وأهل القطاع الخاص والنقابات في لبنان.
4- إنشاء تجمّع لغرف الصناعة والتجارة الثنائية بين لبنان وبلدان الإغتراب.
5- قيام السفارات بأعمال الديبلوماسية الاقتصادية كافة كتوفير المعلومات المطلوبة والقيام بالنشاطات القطاعية أو المساعدة على القيام بها ومتابعة المشاريع القطاعية ودعوة الشركات اللبنانية للمشاركة بها.
وأعلن مدير المنظمات السياسية في الخارجية السفير شربل وهبي مقرّرات 3 ورشات عمل هي: المنظمات الدولية والسياسة ومؤسسات المجتمع المدني والإغتراب، والطاقة والنفط، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات:
فيما يتعلّق بورشة المنظمات والسياسة:
1 – تأسيس شبكة على مستوى القطاعات المناطق الجغرافية للبنانيين النوّاب والسياسيين من أنحاء العالم.
2- إنشاء موقع الكتروني لنشر الأبحاث الاكاديمية المتعلّقة بمواضيع الإغتراب.
3- إجراء مشاورات لإنشاء المجلس الوطني الاغترابي.
4- إعلان “عهد بيروت”.
فضلاً عن تعزيز قدرة وزارة الشؤون الخارجية وإعطاء الفرص للخبرات والعاملين في الخدمة العامة، والسماح للمنظمات الدولية بتعزيزالوجود اللبناني على اعلى المستويات، وإطلاق برنامج للطلّاب اللبنانيين وتعزيز طاقم عمل الشؤون الخارجية في كل المجالات الاغترابية.
وعن ورشة النفط والغاز:
1- إنشاء قاعدة بيانات تضم المغتربين اللبنانيين من ذوي الخبرة في مجال النفط والغاز لاستشارتهم عندما يلزم.
2-إنشاء قاعدة الكترونية للنفط والغاز لإشراك المغتربين في قطاع النفط.
3- إعطاء الاولوية للشركات اللبنانية التي يمكنها المنافسة.
4- استثمار قدرات المغتربين التقنية والمالية.
5- استغلال حماس وديناميكية المغتربين وتقديم افكار جديدة.
6- الاستفادة من الاتصالات الدولية للمغتربين.
7- مساهمة المغتربين في توفير بيئة بنّاءة.
وفي قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ذكر وهبي المقررات الآتية:
1- تأسيس نواة مجموعة اتصال لمتابعة أفكار ورشة العمل.
2- دراسة فكرة إنشاء معهد تعليم لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تموّله الشركات الاجنبية.
3- تحديد مجالات القوة لدى الموارد البشرية اللبنانية والاستفادة من قدراتها التنافسية.
4- تشجيع الشركات الأجنبية على استخدام لبنان كمنصة اقليمية لخدماتها في المنطقة.
5- إمكانية دعم المؤسسات الناشئة على الخروج باختراعات وتصاميم تكنولوجية.
6- ترويج النجاحات اللبنانية ومساعدة اصحاب الافكار الناجحة.
وأعلن مدير الدراسات في الوزارة السفير سعد زخيا توصيات قطاع الصحة وهي:
1- تأسيس جمعية طبية لبنانية- عالمية تضمّ القطاعات الطبيةكلها.
2-إنشاء شبكة من الاطباء في المستشفيات الجامعية في اوروبا واميركا واستراليا لتأمين منح للطلاب اللبنانيين.
3- العمل على تأمين فرص عمل لعدد من الأطباء اللبنانيين في عدد من الدول النامية.
4- إنشاء لجنة لمتابعة موضوع السياحة الطبية.
5- إنشاء مركز متخصص لمعالجة مرض التوحد المتقدّم في لبنان الشمالي.
عن قطاع السياحة والصناعة لخص السفير زخيا المقررات بالآتي: العمل على الترويج لمشروع ANA الذي وضعته وزراة السياحة، والدعوة الى المساهمة في تنفيذ مختلف المشاريع لتطوير المتاطق السياحية، وتفعيل دور البعثات اللبنانية في هذا الإطار، وخفض أسعار تذاكر السفر الى لبنان، وإنشاء خطوطا طيران جديدة،
وأعلنت السفيرة ميرا ضاهر توصيات قطاع المجوهرات وتصميم الأزياء، التي تنص على فتح البعثات في الخارج على تشجيع المغتربين الذين يعملون في هذا المجال من حيث توفير المعلومات عن معارض ومسابقات وغيره.
وعن قطاع التربية والتعليم والثقافة، أعلنت عن مشاريع تعاون وشراكة من اجل تعزيز مكونات الثقافة اللبنانية والمدرسة اللبنانية.
وعن قطاع السينما أعلنت عن السعي للإنتاج السينمائي المشترك وتشجيع وتسويق الانتاج اللبناني في الخارج.
وبدورها أعلنت السفيرة دونا الترك توصيات حول قطاعات الزراعة والصناعة والمصارف والعقارات، التي تنص على دعم المشاريع الصناعية الصغيرة الحجم وإنشاء جمعية للمغتربين في قطاع الهندسة والعقارات، والعمل على انشاء لجنة وطنية بالتحويلات اللبنانية من الخارج، وتصنيف البضائع حسب الحجم والجودة وإنشاء صندوق تمويل في مجال الغذاء.
“عهد بيروت”
وأعلن الديبلوماسي بشير عزام عن عهد بيروت الذي صدر عن المشاركين، وفيه:” الذين يغادرون لبنان وليس لهم سوى حماسة في قلوبهم وعزم في سواعدهم.. ويعودون اليه وخيرات الارض في أكفهم وأكاليل الغار في رؤوسهم. ..الذين يتغلبون على محيطهم أينما حلوا ويجتذبون القلوب اليهم أينما وجدوا..السرج التي لا تطفئها الرياح والملح الذي لا تفسده الدهور.. السائرون بأقدام ثابتة نحو الحقيقة والجمال والكمال..” جبران خليل جبران.
نحن، أبناء لبنان في العالم؛
الذين جمعنا، في الثالث والعشرين من شهر أيار من العام ٢٠١٥، الوطن الذي منه ابتدأت حكايتنا، واليه نعود حاملين الق نجاحاتنا؛
نحن أبناء لبنان من مقيمين، يمثلون غرسات الوطن الراسخة في ارضه، ومع تربين يختزنون طاقته الكامنة في رحاب الارض..معتزين بحضور لبنان المميز في ذاكرة الحضارة البشرية، وإسهاماته المضيئة في التراث الإنساني منذ فجر التاريخ، مدركين المكانة التي يحظى بها وطن آبائنا وأبنائها بين الأوطان، على الرغم من كل التحديات والمحن التي اعترضته؛
مؤمنين بأن الانسان هو ثروة لبنان الكبرى، وان الحفاظ عليه، بالحفاظ على جنسيته وهويته وثقافته، وبتعزيز مبادىء الحرية والعدالة والحكم الرشيد وحقوق الانسان، كبرى المسؤوليات..
مقتنعين بأن الوفاء للبنان يعني دعم إقتصاده، وحماية مقدراته وتطويرها واستثمارها، وتسخير الإمكانات لرفضه بأسباب التنمية والازدهار.. حريصين على إبراز وهج لبنان الثقافي في العالم، علماً وفناً وحرفة، والمحافظة على نكهته الخاصة بين الامم المازجة بين عراقة التراث وبريق الحداثة..
نطلق من لبنان عهد الولاء والوفاء للبنان
نعاهد لبنان ان نواصل حمل رسالته وقيمه الى أقاصي المعمورة، كما فعل أبناؤنا وأجدادنا، رسالة الانسانية والانفتاح والتواصل، وقيم الحوار والتعددية وقبول الاخر.. نعاهد أنفسنا بألا ندّخر وسعاً في سبيل الحفاظ عليه وطناً للبنانيين جميعاً، مقيمين ومغتربين، متيقنين من أنّنا نكون بخير حين يكون لبنان بخير، وأنه يقوى بنا ونقول به..
نحن لبنان في العالم، نحن العالم في لبنان، نحن لبنان”.