الملتقى الثاني للرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال يختتم فعالياته ويطلق توصياته
الطائر – مهى كنعان
تحت عنوان المجتمع الالكتروني ورهانات التنمية في الوطن العربي انطلق الملتقى الثاني للرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال برعاية وحضور وزير الاتصالات اللبناني بطرس حرب وبالتعاون مع المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية في الجامعية اللبنانية في المعهد العالي للدكتوراه في سن الفيل. حضر الملتقى عميد المعهد العالي للدكتوراه الدكتور طلال عتريسي، رئيسة الرابطة الدكتورة مي عبدالله، رئيس كرسي اليونسكو لعلوم الاتصال الدكتور برتران كابدوش، الدكتور عدنان خوجة، الدكتور هيثم قطب، الدكتورة هدى عدرة، الدكتورة اسماء شملي، ومنسقي فروع الرابطة من الكويت والسعودية ومصر والاردن والشارقة والجزائر والعراق وفلسطين والبحرين والمغرب ونخبة من الباحثين في المجال الاعلامي من لبنان والدول العربية واساتذة جامعيين وطلاب دكتوراه واعلاميين.
الجلسة الافتتاحية
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية، افتتح اللدكتور هيثم قطب الملتقى والقى كلمة رحب فيها بجميع المشاركين من مختلف الدول العربية وشكر وزير الاتصالات بطرس حرب لدعمه هذا الملتقى كما شكر رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين الذي لا يوفر جهدا لدفع عجلة البحث العلمي في الجامعة اللبنانية فهو دائم التشجيع لمختلف النشاطات والمؤتمرات العلمية لا سيما تلك الجامعة لجهود الباحثين من مختلف الجامعات الوطنية والعربية والاجنبية كما وجه تحية خاصة الى عميد المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية الدكتور طلال عتريسي لمشاركته واستضافته وتبنيه الملتقى الثاني على التوالي ثم نوه د. قطب بحماس الزملاء الباحثين للانتساب إلى الرابطة العربية لعلوم الاتصال، وثمن إلحاحهم على الحضور و المشاركة في الملتقى الأول على الرغم من الظروف الصعبة التي كانت وما زالت تمر بها بلادنا واضاف قائلاً: “اليوم لا أستطيع إلا أن اعود وأحيي هذه الحماسة العلمية التي لم تضعف بل وعلى العكس من ذلك، تضاعفت لدرجة أننا اضطررنا لعقد الجلسات في صالتين متوازيتين في الوقت عينه لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المشاركين والمشاركات الذين قبلت مقترحات مداخلاتهم من قبل اللجنة العلمية للمؤتمر.
كما هنأ د.قطب الأستاذ الدكتور صالح ابو أصبع لحيازته على درع التميز العلمي الذي تمنحه الرابطة لمن تميزوا بمسيرة علمية وبحثية مشرّفة
الدكتورة مي عبدالله
ثم القت رئيسة الرابطة الدكتورة مي عبدالله كلمة رحبت فيها بالمشاركين وبالحضور وقالت: “…في السنة الأولى 2014 عندما عقدنا الملتقى الاول تحت عنوان “نحو رؤية نقدية للتجربة البحثية وعلوم الاتصال في العالم العربي” كان لنا شرف منح درع التميز في البحث العلمي للأستاذة الدكتورة هدى عدره من لبنان وهي أول أستاذة باحثة في الأدب الفرنسي صاحبة الاسهامات البحثية العديدة وعميدة الرابطة واحد مؤسسيها، ولنا الشرف والسعادة هذه السنة بتكريم احد رواد البحث العلمي في علوم الاعلام والاتصال من الأردن الشقيق، من استفاد من كتبه الاعلامية والنقدية الأدبية العديد من الأساتذة والطلاب والباحثين وهو من أسس للنظريات الاعلامية وكان أول من سعى لتحقق مشروع جمعية أو رابطة لأستاذة الاتصال في الوطن العربي الصديق العزيز والزميل في الرابطة العالم الباحث الأديب الاعلامي الأستاذ الدكتور صالح أبو أصبع الذي يستحق منا كل التقدير وطبعا درع التميز في البحث العلمي لسنة 2015. ثم عرضت د. مي الانجازات التي قامت بها الرابطة للعام 2014.
د. طلال عتريسي
بدوره القى عميد المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية الدكتور طلال عتريسي كلمة رحب فيها بوزير الاتصالات بطرس حرب وبالمشاركين من كل الدول وقال: نرحب بكم جميعاً في المعهد العالي للدكتوراه ونرحب بهذا المؤتمر الذي يتناول موضوعاً حساساً وهاماً فالاعلام هو نموذج بين مختلف العلوم يمكن ان نتناوله من جانب اقتصادي وسياسي كما يجب علينا دراسة ظاهرة الاعلام كونه المساهم الاول الذي ينير الكثير من القضايا.
وزير الاتصالات بطرس حرب
اما وزير الاتصالات بطرس حرب تناول في كلمته التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم وقال: “…وما يعنينا اليوم بالتحديد، هو دور الانترنت في مجال التربية والتعليم والابحاث”. كما اشاد بدور الجامعة اللبنانية الرائد منذ نهاية الخمسينيات في تعميم العلم والمعرفة، وخلق نخبة من الاكاديميين والمتفوقين الذين أغنوا لبنان الحديث” واضاف قائلاً: “ومما لا شك فيه أن حسنات وايجابيات شبكة الانترنت لا تعد ولا تحصى، الا انها ترتب علينا مسؤوليات كبيرة:
أولا، مسؤولية الحكومات والقطاع الخاص في توفير امكانات الاستفادة لكل الناس بصرف النظر عن ثروتهم او وضعهم الاجتماعي، لأن الانترنت أصبحت عمليا في متناول جميع الناس وبالتساوي، وليس فقط لأفراد او قطاعات معينة. ان مسؤوليتنا بالتالي هي من جهة حماية المعلومات، وفي الوقت عينه الوقاية من أمور وأفعال غير مستحبة، وبالأخص في مجال الأمن والأمان. ومن جهة أخرى، تقع علينا مسؤولية نشر المعلومات المفيدة لتوعية المواطن في عدد من المجالات العلمية والمعرفية والثقافية والاجتماعية والصحية والبيئية. ونسوق في هذا المجال، على سبيل المثال، موضوع الساعة اي مشكلة النفايات وكيفية مساهمة المواطن في العمل على فرزها من المصدر.
ان الانترنت، والتكنولوجيا بشكل عام، قد غيرت وجه العالم، وغيرت علاقاتنا بالقيم التقليدية، مثل علاقتنا بالمال والاثراء. فاليوم، بامكان اي مواطن اذا توفرت لديه الافكار الجيدة ووسائل المادية لتحقيقها ان يصبح غنيا بمجرد ان يكون وجد “التطبيقة” الناجحة، والتي تلبي حاجة يومية للمواطنين.
ان التكنولوجيا لعبت، وتلعب دورا هاما ومؤثرا في مجتمعاتنا الحديثة، فقد أدخلت تعديلات جذرية عليها. ان ما يتم عرضه اليوم على الانترنت يصبح فورا منتجا او سلعة تغزو أسواق العالم. كما ان الانترنت ساهمت في عملية التغيير في عالمنا العربي، وشكلت وسيلة هامة لنشر الفكر السياسي، وعامل مساعد في قيام ثورات وانتفاضات شعبية من اجل الحرية واستعادة الحقوق والكرامة.
ان جيلنا قاربها بخفر، ولكن أولادنا، وأحفادنا، وطلابكم وجامعييكم قد غاصوا عميقا في هذا العالم، الذي أصبح جزءا أساسيا من حياتهم اليومية. وفي الوقت عينه، أحدثت التكنولوجيا زلزالا في العالم المهني، واحدثت تحولات عميقة في معظم المهن “التقليدية”، في الصحافة وفي الصناعة المرئي والمسموع، وفي تحميل الموسيقى والمنتجات الفنية والادبية، وبطبيعة الحال في المجال التربوي. وها نحن المجتمعون اليوم في هذا الملتقى، العاملين في المجال التربوي في الجامعة اللبنانية وفي مختلف الدول العربية، ندرك جيدا أهمية هذا التحدي العلمي.
ومن موقعي كوزير للاتصالات، أدركت جيدا هذه التحديات، باشرت فورا مع فريق عملي:
ان طموحي هو ايصال “برود باند” الى المدن عبر الألياف الضوئية الى بيوت اللبنانيين، أي المعروفة بال FTTH – Fiber to the home و FTTC التي تمكن القرى النائية من الاستفادة من الانترنت عبر ايصال شبكة الألياف الضوئية الى أقرب مسافة ممكنة من منازلهم. ان هذه التقنية تمكننا من تأمين أفضل الخدمات والسرعات بكلفة متدنية.
كما تهدف الخطة الى ايصال خدمة ال 4G الخليوي الى كافة المشتركين في منتصف عام 2017. وقد بدأت الوزارة بوزشة العمل والتنفيذ فورا منذ اعلان الخطة في الأول من تموز الماضي. وتقوم شركتا الخليوي “تاتش” و”ألفا” بالعمل على تجهيز كل ما يلزم من معدات على الارض سواء لل 4G او لل FTTH وتثبيت مواقع بث وارسال نموذجية بحسب جداول الخطة المرسومة. ولا أخفي عليكم ان اقرار هذه الخطة قد واجه عقبات ومطبات وأفخاخ، منها اداري ومنها قانوني ومنها مالي وآخر تقني. وقد تم تجاوزها معظمها بفضل فريق عمل متسلح بارادة حديدية، ومتفان وواعي لحجم المسؤولية والتحدي.
ومنذ ان تم وضع هذه الخطة آليت على نفسي ان اعمل وأسعى بكل جهودي لايصالها الى خواتيمها السعيدة لكي نتمكن من توفير فرص جدية لشبابنا، الذين تضعون انتم كل طقاتكم ومعرفتكم لتزويدهم بالعلم والمعرفة ومنحهم الشهادات. ان هذه الخطة تهدف ايضا الى تحويل لبنان الى بلد “منتج” للثروات التكنولوجية بدل من “مستهلك” لها.”
تكريم
بعد ذلك كرمت الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال الدكتور صالح ابو اصبع وقدمت له درع التميز العلمي لمسيرته العلمية والبحثية المشرفة
ابو اصبع
بعد التكريم القى المحتفى به كلمة نوه في بدايتها بدور الرابطة العربية ثم قال: إن وجود راعي المؤتمر معالي وزير الاتصالات بطرس حرب بيننا يؤكد ان مؤتمرنا ورابطتنا يحظيان بالتقدير واﻻعتراف الرسمي بالرابطة . فالشكر موصول له باسم الباحثين على هذه الرعاية الكريمة… ثم اشار في حديثه الى جملة من التحديات الاتصالية والتنموية التي على باحثينا مخاطبتها.
وبمبادرة من جامعة اصول الدين الجامعة في بغداد قدم نائب رئيس الجامعة درعاً تكريمياً للرابطة العربية ولعميد المعهد العالي للدكتوراه الدكتور طلال عتريسي بمشاركة الملحق الثقافي في السفارة العراقية.
جلسات الملتقى
بعد ذلك تناولت الجلسات التي استمرت على مدى يومين وفي جلسات موازية مواضيع عدة تحدثت جميعها عن الاعلام الالكتروني ودور وسائل الاعلام والاتصال الحديثة في التنمية التربوية الحديثة وعن قضايا التنمية في القنوات العراقية وعن جدلية الصورة في الساحات العامة بين الشكل والمضمون وصحافة المواطن بين التفاعلية والاحترافية وغيرها من المواضيع التي تصب في خانة الاعلام وشبكات التواصل الإجتماعي.
التوصيات
وفي الختام اصدرت الرابطة العربية للاتصال توصياتها التي ستعمل على تحقيقها للعام المقبل وهي كالتالي.
استجابة لدعوة الرابطة العربية لعلوم الاتصال ومجلسها الاداري ورئيسته الدكتورة مي العبدالله، وتحت رعاية وزير الاتصالات بطرس حرب وبالتعاون مع المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية، اجتمع حوالي 85 باحثاً من تسع دول عربية هي #الاردن، ا#لعراق،#الجزائر،#ليبيا، #مصر، #فلسطين، #الامارات و#لبنان، والرئيس الدولي لـكرسي اليونيسكو للاتصال، لحضور الملتقى الثاني للرابطة تحت عنوان “المجتمع الالكتروني ورهانات التنمية في الوطن العربي” خلال الفترة الممتدة ما بين 27 – 28 ديسمبر كانون الاول. 2015.
واستهل الملتقى بمنح درع الرابطة للعام 2015 للاستاذ الدكتور صالح ابو اصبع لتميزه العلمي. وكانت الرابطة قد منحت الدرع عينه للاستاذة الدكتورة هدى عدرة في العام المنصرم.
وقد ناقش المشاركون في 12 جلسة عدداً من الموضوعات تناولت الرهانات الاجتماعية والسياسية والثقافية والتنموية والبحثية للمجتمع الالكتروني.
وقدر الباحثون دعم وزارة الاتصالات والمعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والإجتماعية في الجامعة اللبنانية، واستضافته للملتقى الثاني للرابطة.
ومن خلال المناقشات المختلفة توصل المشاركون الى التوصيات التالية :
- المحور التنظيمي
1- متابعة تنظيم عمل المنسقين وتفعيله في الأقطار العربية وتكليف منسقين آخرين في البلدان التي لم يلتحق منها أعضاء.
2- تنشيط عمل المنسقين بالتواصل مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية والاعلامية ومع المنسقين الآخرين للتعريف بالرابطة وأنشطتها والحصول على دعمها سواء بالاتصال المباشر او عبر الاتصال الالكتروني.
3- توثيق العلاقات مع المنظمات الدولية ذات العلاقة بأهداف الرابطة وخصوصاً منظمتي اليونسكو والألكسو.
4- التنسيق مع الجامعات ومراكز البحوث وبناء الشراكات البحثية
5- التشبيك مع الجمعيات المماثلة
- البحث العلمي
- 1- تحديد محاور اساسية للبحث العلمي في مجالات مختلفة.
2- تشكيل فرق بحثية من مختلف التخصصات والمناطق الجغرافية.
3- العمل على ايجاد اليات وطرائق لرقمنة التراث العربي من مختلف جوانبه المادية والثقافية من خلال مشروعات معرفية تراثية متكاملة ثقافياً وتكنولوجياُ.
4- العمل على استمرارية اصدار وتطوير مجلة الاتصال والتنمية وتوسيع اهتماماتها. وقد ثمن المشاركون صدور 15 عدداً من المجلة حتى الآن. وقد تم التنسيق مع دار النشر المعنية لتأمين وصولها الى المنسقين في بلادهم
5- العمل على اصدار الكتاب الثاني لاعمال الملتقى.
6- تنظيم ورش عمل تخصصية بصفة دورية في مختلف البلدان العربية للخروج بدراسات علمية مشتركة
7- متابعة العمل على تأصيل المفاهيم والمقاربات النظرية ضمن الية تمتد على مدى سنتين للخروج بنموذج معرفي عربي
8- استحداث جائزة مالية والعمل على تأمين الجهات الداعمة لها،( لافضل باحث وافضل عمل بحثي)
9- تنظيم دورات تدريبية على مناهج وطرائق بحوث وعلوم الاتصال.
العضوية والانتساب.
1- ارسال بطاقات العضوية للمنسقين
2- على الأكاديميين في حقل علوم الاتصال والاعلام والباحثين من حقول أخرى الذين تندرج بحوثهم ضمن حقل علوم الاتصال والاعلام، والحاصلين على شهادة الماجستير وما فوق، على ان يتقدموا بطلب الانتساب للعضوية وتسديد الاشتراك السنوي.
- الأنشطة التأسيسية
- انشاء بنوك معلومات حول الباحثين في علوم الاتصال وعناوين البحوث عن طريق روابط على موقع الرابطة.
- مسح نتائج البحوث للتوصل الى دراسات مقارنة.
- تحديد عنوان الملتقى الثالث
- تدوير عقد الملتقيات الخاصة بالرابطة في مختلف البلدان العربية. وقد تقدم المشاركون بمقترحات سيتم البحث فيها.
توقيع الكتاب
بعد ذلك توجه جميع المشاركون الى معرض الكتاب الدولي حيث وقعت الدكتورة مي عبداالله والدكتور هيثم قطب كتاب الرابطة الاول ومجلة الرابطة.