إطلاق “السطح الأخضر” Green Roof في المركز الرئيسي لمصرف لبنان في الحمرا
الطائر – “يقطن نحو 90٪ من اللبنانيين في المدينة، أي أن المساحة الخضراء المتوفرة للشخصالواحد تبلغ 0.8 متر مربع، مع العلم أن منظمة الصحة العالمية توصي بتأمين 9 أمتار مربعة على الأقل للفرد الواحد وأن المساحة الخضراء المثالية في المدينة تتراوح بين 10 و15 مترا مربعا. فالمساحة الخضراء تؤثر على المواطن بشكل إيجابي إذ توفّر له ملاذا بعيدا عن الضغوطات اليومية والضوضاء والتلوث كما تحسّن قيمة العقارات المجاورة.
وبما أن زيادة المساحات الخضراء في بيروت والمدن اللبنانية الأخرى قد أصبحت تحديا كبيرا، باتت السطوح الخضراء تشكل بديلا لتجميل المدينة حيث استحداث الحدائق أمر مستحيل.
إنّ السطح الأخضر هو سطح مزروع بالنبات لتجميل المبنى وتعزيز أداء الطاقة، مما يزيد حصة المساحات الخضراء. ويعتبر السطح الأخضر عازلا يتيح تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 10٪ ، بفضل عدد الطبقات التي تكوّنه (التربة والنباتات والمياه). فهو يمتصّ الحرارة ويخفف بالتالي من الحاجة إلى المكيّفات في الطابق الواقع مباشرة تحت السطح، وحتى في الطوابق السفلى ولو بدرجة أقلّ. أما من الناحية البيئية، فالسطح الأخضر يخفف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2)من خلال الحدّ من استعمال المكيّفات.
لقد تمّ تجهيز مقر مصرف لبنان في الحمرا بسطح أخضر مساحته 834 م.م. بالتعاون مع مشروع سيدرو التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي CEDRO-UNDP. إن هذا السطح الأخضر هو مشروع ريادي في لبنان والمنطقة ونأمل بأن يُشجّع ويُعتمد من قبل القطاعين العام والخاص.
إنّ مبادرة السطح الأخضر النموذجية حصلت على تمويل من مصرف لبنان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، علما أن الحكومة الإسبانية هي التي موّلت مساهمة الـUNDP عبرصندوق إعمارلبنان الداعم لمشروع سيدرو. وقد قامت شركة محلية بتصميم السطح الأخضر بمساعدة خبراء دوليين. وتضمّ مكوّنات السطح الأخضر الخُثّ والرمل والحصى والإطارات المطاطية القديمة والصوف الصخري والبرليت أو الفيرمكوليت الخاضعة لمراقبة أجهزة تحسّس موصولة بغرفة تحكم لقياس مستوى المياه والمواد المغذية. تشمل المرحلة الأولى من المشروع غطاء أفقيا مؤلفا من نباتات محلية متنوعة الألوان والأحجام ومواسم الإزهار، في حين تركّز المرحلة الثانية على الشكل العمودي عبر زرع ثلاث أشجار زيتون أوروبية. ولقد تمّ اختيار النباتات وفقا لمواسم ازهرارها ليبقى السطح مزهّرا على الدوام.”