أولف إيفالدسون وجيسون هوفمان في إريكسون يتحدثان عن استراتيجية الشركة الخاصة بالخدمات السحابية
الطائر – لبنان:
يقول إيفالدسون الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والعمليات التكنولوجية في إريكسون : ” لا تعتبر الاستثمارات في مجال نقاط الوصول الراديوي كافية لتأسيس سوق جيد بالنسبة لنا”
مع الاقتراب بشكل أكبر من بداية عصر تكنولوجيا الجيل الخامس المرتقبة، عملت إريكسون على تطوير نظام راديوي جديد ملائم لجميع أغراض ومتطلبات قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ووفقاً لاحتياجات السوق فإن النظام الجديد يمكن أن يتم تثبيته في غضون دقائق قليلة.
وربما الابتكار التكنولوجي الأحدث الخاص بأنظمة الراديو التي طورتها إريكسون يتمثل في التقنية الجديدة التي ستدعم حقيقة أن تكنولوجيا الجيل الخامس تحتاج إلى نطاق ترددي عالٍ (مع تغطية أسوأ) أكثر من جميع التقنيات السابقة، حيث تسمح التقنية المبتكرة الجديدة والتي تسمى “beam tracking” للهواتف المتحركة بالاتصال السريع بالإنترنت عبر الهوائي الأكثر ملاءمة في جميع الأوقات: ويمكن أن تحدث عمليات التبديل والاتصال بالهوائي المناسب عدة مرات في غضون ميلي ثانية واحدة. وبالنسبة للهوائيات فهي جديدة كلياً وتختلف عن جميع الإصدارات التي تم تركيبها في السابق.
ويمكن لأي شخص يتتبع انجازات الشركة عن قرب أن يدرك المزايا الواضحة للتقنيات الجديدة التي طورتها اريكسون والخاصة بتكنولوجيا الجيل الخامس بما في ذلك سرعة الشبكة ومعدل سرعة الاستجابة التي من المفترض أن تنافس سرعة استجابة الألياف الضوئية، وذلك بحسب إريسكون.
وأضاف إيفالدسون : ” يوجد حالياً تقارب بين شبكات الهواتف المتحركة والثابتة، أما في تكنولوجيا الجيل الخامس فلن يكون هناك أي فرق بين شبكات الهاتف المحمول والثابت ما يعني أن حلم الميل الأخير للشبكات اللاسلكية سيصبح حقيقة واقعة”.
ما نعنيه بالكيلو متر الأخير من الشبكات اللاسلكية هو إمكانية استبدال نطاقات ترددية جديدة لتحل محل الكابلات الضوئية الأمر الذي لم يتم التوصل إليه إلى الآن، على سبيل المثال لازال الاختبار الميداني في منجم بوليدن في كانكبيرغ في ضواحي سكيليفتيا لتكنولوجيا الجيل الخامس يجري منذ ما يقارب العام.
وبالنسبة لإيفالدسون، لا تشكل هذه العمليات سوى جزء قليل من تعريف إريكسون لتكنولوجيا الجيل الخامس حيث أن الجزء الأخر الذي لا يقل أهمية يتمثل في الخدمات السحابية.
تم منذ زمن بعيد تطوير عمليات اتصال الهواتف المتحركة والكمبيوترات والتلفاز أيضاً بالإنترنت، وحان الوقت الآن لجميع الأدوات والأجهزة الأخرى أن تتبع نفس المسار.
ويقول إيفالدسون : ” هذا يعني أن يصبح بالإمكان امتلاك بنية تحتية افتراضية على الشبكة الحقيقية. بحيث لا يمكن للمعالج معرفة أي نوع من الدفعات يتم ارسالها في وقت العمليات”.
ومع مثل هذه الحلول، تصبح الأجهزة الخاصة المستخدمة لغرض معين غير ضرورية، حيث اعتدنا في السابق على التفكير بأجهزة الكمبيوتر على أنها وحدات تتكون من معالجات وذاكرة وأقراص صلبة متصلة بالكهرباء ومنظمة ضمن هيكل محدد، إلا أن فكرة إريكسون والتي تتقاسمها مع العديد من الشركات الأخرى تقوم على تناول كل جزء على حدة والسماح لجميع الأجزاء بالاتصال مع بعضها البعض بدلا من ذلك، باستخدام الضوء.
بدوره يقول جيسون هوفمان، رئيس وحدة منتجات الأنظمة السحابية في إريكسون : ” أساس الفكرة هو أنه ليس من الضروري أن تعمل جميع الأجزاء ضمن قالب واحد بحيث تصبح المعالجات المركزية والذاكرة والأقراص الصلبة جميعها كيانات منفصلة.، ثم بعد ذلك نقوم بربطها بنوع معين من الكابلات وإنشاء شبكة ألياف ضوئية واحدة.
“معظم شبكات نقل البيانات ضوئية ، الأمر الذي يعتبر مثاليا إذا ما أردنا جعل مراكز البيانات ضوئية بشكل كامل تماما.”
يطرح هوفمان مثالاً حول هذه المسألة : يمكن لمعالج على لوحة الدارات المركزية استخدام القرص الصلب الموجود على بعد 3 كلم إلا أن المستخدم يبقى غير متأثر بالمسافة الجغرافية، وبتعميم هذه المسألة نجد أن التطبيقات الافتراضية والأنظمة بأكملها يمكن نقلها وتشغيلها عن طريق الحلول السحابية.
واضاف “اذا كنت تعتمد بشكل كامل على الضوء، فإن بإمكانك محاكاة كل شيء افتراضياً ” يؤكد هوفمان. “كل شيء على الاطلاق.”
عندما نفكر بالبنية التحتية السحابية اليوم نفكر غالبا بالشركات الكبرى في هذا المجال مثل جوجل وأمازون ومايكروسوفت وأبل ولا يخطر ببالنا أبداً عشرات الآلاف من مراكز البيانات في حول العالم التي تقدم خدمات وأنظمة تكنولوجيا المعلومات. ومن هنا فإن إريكسون تدرك جيداً الفرصة التي تقدمها هذه المراكز. ماذا سيحدث عندما تبني جميع تلك المراكز شبكة ضوئية تربط ملايين المحطات الرئيسية التي تديرها اريكسون مع عشرات الآلاف من مراكز البيانات الحديثة والخدمات السحابية العامة؟
ويضيف هوفمان : “ثم يمكننا ذلك البدء في بناء أنظمة التحكم. يمكننا البدء بمعاينة الأشياء بذات الطريقة التي نفحص بها نظام القلب والأوعية الدموية. شبكة ألياف ضوئية، أنظمة افتراضية ودورة البيانات. بالنسبة لإريكسون فإن جميع هذه التقنيات تعتبر جزء من أنظمة تكنولوجيا الجيل الخامس لأنها خلقت بيئة مميزة لتعزيز فعالية تقنية إنترنت الأشياء، حيث أن الأجهزة المتصلة لن تصبح أكثر ذكاء بمجرد ربطها ببعضها أو بمجرد قياس الأشياء بأجهزة الاستشعار، وإنما ينبغي أن تقدم تلك الأجهزة رؤى وابتكارات جديدة أيضاً.”
” ربما الجميع يعلم أننا قمنا ببناء بنية تحتية تقنية متطورة في 200 بلد حول العالم، لكن السؤال هنا، ما هي مجالات استخدامها حالياً ؟ انها تستخدم للاستهلاك الإعلامي ولالتقاط صور شخصية فقط. وهنا نطرح فكرتنا ونحاول الوصول إلى نتائج إيجابية من خلالها : ماذا سيحدث عندما نبدأ بإرسال البيانات وتحميلها عبر عدة تريليونات من الأجهزة بدلاً من ذلك؟ وماذا سيحدث لو تمكنا من اتخاذ القرارات على أساس تلك البيانات، وغيرنا من مفاهيمنا حول الأشياء التي جاءت منها تلك البيانات ؟ “
بالنسبة لإريكسون وكذلك الشركات المنافسة لها في السوق، أصبح السباق الأن يسير على النحو الصحيح بهدف تعزيز موقع الشركة كمزود رئيسي لخدمات وأنظمة تكنولوجيا المعلومات والمنصات الرقمية التي من شأنها معالجة البيانات، وتطوير التطبيقات التي ستعمل على تقديم إضافات مبتكرة حول تلك البيانات. أما بالنسبة للشركات التي بدورها ستعمل على شراء أنظمة تكنولوجيا المعلومات فإنها لن تحتاج إلى الاستثمار في الأجهزة وإنما يمكنها بدلاً من ذلك العمل ترتيب تلك الأجهزة وفقاً لاحتياجاتها بحسب الطلب عليها و “الانتقائية”.في اختيارها. ويذكر إيفالدسون أن هناك تحولاً ثقافياً ملحوظاً، حيث لم تعد إريكسون ترتبط ارتباطا وثيقا بالمشغلين.
” هذا هو الشكل النهائي للبنية التحتية. وكما ترون، إنها مستقلة عن المشغلين، ولكن البعض لازال يؤمن بفكرة ان الأمور مرتبطة ببعضها البعض بحيث اذا سارت الامور بشكل سيء بالنسبة للمشغلين، فإن الأمور ستسير بشكل سيء أيضا لإريكسون. ربما يكون هذا الأمر صحيحا، ولكن ليس بالضرورة أن يكون دائماً. نحن نُعتبر الموردين الرئيسيين للبنية التحتية، والامر في نهاية المطاف بيد المشغلين لتوظيف البنية التحتية بحسب رغباتهم واحتياجاتهم “.
“إن التحول الذي نواجهه الآن يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لنا كما كان الحال عندما بدانا عصر الرقمنة في العام 1970. يمكنني أن أرى بوضوح الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها في مجال البحث والتطوير في السويد، باعتباره أحد أهم المجالات في هذه العملية. وأود أن أوجه رسالتي هذه إلى المصنعين في السويد، إضافة إلى الجامعات والكليات: هذا بالضبط المجال الذي نود الاستثمار فيه حقا بهدف الحصول على دعم الموهوبين والمهندسين الأكفاء بهدف تحقيق تقدم وتطور في الاتجاه الذي أوضحته للتو “.