خاص الطائر – مهى كنعان:
اكتشف علي الزين موهبة جديدة لديه خلال الحجر الصحي، بالطبع هي كانت دفينة ولم تكن ظاهرة جلياً او بالاحرى لم يكن يعرها اي انتباه، بسبب وظيفته الادارية في وزارة المالية الذي يقضي فيها كل نهاره تقريبا.
هو لا يحب وظيفته ولا يهوى الارقام ولكنها مصدر رزقه، علماً أنه عمل في الاعلام وهو المجال الذي تخصص فيه لكنه لم يكن على قدر الطموحات، ففضل العمل والغوص في عالم الارقام وان يكون منتجاً على الاقل ولو في مجال لا يهواه.
أعرف علي منذ أيام كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية وكنا نشكل “شلة” مع عدد من الأصدقاء
حيث كنا نقضي معظم الوقت سوياً بعد الانتهاء من المحاضرات، وكان علي في بعض الاحيان يُطربنا بصوته فهو يهوى الفن والغناء خاصة انه من بلدة جون التي خرجت أهم وأكبر الفنانين اللبنانيين.
مؤخراً، وخلال الحجر الصحي قام علي بانشاء صفحة خاصة به على الانستغرام وعلى الفايسبوك تحت اسم طمبوز افندي، وفيها ينشر فيديوهات ينتقد فيها التصرفات اليومية للاشخاص من خلال مشاهداته بطريقة مهضومة وخفيفة عالقلب، وطبعاً باسلوبه الخاص الساخر والفكاهي.
لدى “علي” صديق مقرب جداً وهو بمثابة الاخ، يقضي معظم وقته معه في جون وهو ربيع زعرور الموهوب ايضا، فهو رسام وعازف للعود.
ربما علي تأثر بشخصية صديقه ربيع، لكن مما لا شك فيه ان “علي” يمتلك ايضا موهبة الرسم الذي لم تكن لتبصر النور لولا الحجر الصحي الالزامي الذي فرضه كورونا علينا.
يقول علي لموقعنا: “غالبا ما كنت اخربش على الاوراق وكان ربيع دائما يشجعني على تحويل تلك الخربشات الى رسمة حقيقية لكني كنت استخف بها، اما اليوم فقررت ان اترجم خربشاتي للوحة كاملة العناصر، وبتوجيه من ربيع استطعتُ فعلاً من اضفاء الحياة على الخربشات. وكنت سعيدا جدا خلال الرسم لكني بالوقت نفسه حزين لانني سرعان ما سأعود لادفن نفسي بين الارقام، في حين ان الفن والرسم في بلدنا لا يطعمان الخبز”.
امّا ربيع فكان فخورا جدا بصديق عمره واخيه بعدما نفذ اولى رسماته مشيراً الي انه سيشجعه دائما على المتابعة في هذا المجال رغم كل شيء فالفن والرسم يساعداننا على الاقل لتجاوز كل الازمات النفسية والمشاكل الحياتية اليومية ففيهما نفرغ كل طاقاتنا سلبية لنستمد منهما الطاقات الايجابية، وختم قائلا من يدري ربما نعمل على تنظيم معرض مشترك في يوم من الايام…
