الطائر – لبنان:
كتبت نالسي جبرايل يونس في جريدة اللواء
كرتونة البيض المحلّقة صعودًا، والتي كانت تسمى بأكلة الفقراء اصبحت من كماليات العائلات المتواضعة الدخل .
ما حصل هذا الاسبوع مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء وما رافقه من ارتفاع اسعار المنتجات الغذائية في الاسواق، انعكس على تسعيرة البيض .. رغم ان البيض غير مستورد من الخارج ولا ندفع تكاليفه بسعر الـ fresh دولار الا ان اليد العاملة التي تعمل في هذا القطاع يمكن ان تكون اجنبية وتتقاضى بالدولار. كما ان اسعار العلف كما يقول تجار هذا القطاع هي بالدولار الاميركي ايضاً..
بالمختصر لا مفاقسة بالبيض هذا العام.. وتقاليد الفصح ستفتقد الى جمعة الاحبة اصلاً بسبب وباء كورونا الذي لم يرحم العائلات في زمن الميلاد ورأس السنة. حيث لم تخل عائلة من مصاب أليم وافتقاد احد الاحبة.
كرتونة البيض حاليًا يفوق ثمنها الـ٤٠ ألف ليرة، واذا قررت ربة المنزل سلق البيض حسب تقاليد العيد فهذا يعني الدخول في ميزانيات اضافية ناهيك عن شغل المعمول الذي يعتبر حلوة اساسية وضيافة تقليدية لايام العيد.
واسعاره تتراوح بين الثلاثين الف ليرة في الجمعيات التي تشجع ربات المنازل وتسعون الف ليرة غي المحلات والباتسري وصولا الى المئتي الف ليرة في المتاجر الفخمة (نظراً لارتفاع اسعار المكسرات).
وفي خطوة لافتة انتشرت بين مواقع التواصل الاجتماعي دعوة الى مقاطعة البيض هذا الاسبوع ابتداء من يوم الاربعاء الماضي وحتى الاربعاء المقبل في خطوة تحذيرية لخفض سعر كرتونة البيض وسعر الدجاج ومشتقاته حتى يتمكن الجميع من شراء البيض ايام الفصح.
وفي ظل هذه الاجواء يخضع البيض حالياً للسوق السوداء. اذ بدأت المضاربات بين دكان واخر وبين سوبرماركت واخر .
ويتراوح سعر كرتونة البيض اليوم بين اربعة وعشرين الف ليرة وصولاً الى اربعين الف ليرة (طبعا حسب جشع التجار) الذين يستغلون موسم الاعياد للتلاعب بلقمة الفقير.
ويبقى ان يحمل عيد الفصح المجيد قيامة حقيقية للبنان من كبوته. وكل عام ولبنان واهله بخير.
